مهرجان دهوك للسينما..صعوبة الرهان على علاقة الجمهور والافلام المعروضة

15-12-2023
معد فياض
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

في عروض افلام مهرجان دهوك الدولي للسينما بنسخته العاشرة، لا أحد يستطيع ان يراهن على علاقة المشاهين والافلام المعروضة، وهي كثيرة، 116 فيلما روائيا ووثائقيا وقصيرا، لكن بصورة عامة انحاز الغالبية لمشاهدة الافلام الكوردية، وخاصة القصيرة والوثائقية، وكانت الغلبة لهذا النوع من السينما خاصة تلك التي تستعرض حياة وواقع الكورد سواء في العراق او تركيا او ايران او في اوربا، وهذه مسألة مشروعة لا سيما وان شعار المهرجان هو"اللغة الكوردية الام"، مع ان الافلام تتحدث باكثر من 16 لغة عالمية، ببينها العربية والالمانية والروسية والتركية والفارسية والانجليزية.
 
في خضم كل هذا نجد بعض صالات سينما فوكس في دهوك مول، وهي ثلاثة مخصصة لعروض افلام المهرجان، اضافة الى قاعة المؤتمرات في جامعة دهوك، تزدحم بالجمهور، وأخرى تكاد ان تكون خالية تماما، مثلما حدث مع الفيلم الاوكراني(ساشينكا) الذي حضره ثلاثة مشاهدين، انا بضمنهم. وعلى العموم فان المسافة ليست بعيد بين الجامعة ودهوك مول، ومن يصعب عليه متابعة فيلم مشارك في المسابقة فسيتمكن من مشاهدته في العرض الثاني، وكانت هذه فكرة ذكية من قبل القائمين على المهرجان.
 
قلق في بيروت
 
من بين الافلام الوثائقية الطويلة التي حظيت بعدد جيد من المشاهدين، فيلم (قلق في بيروت) ANXIOUS IN BEIRUT، 93 دقيقة، انتاج 2023، سيناريو واخراج زكريا جابر، والذي حصل مؤخرًا على الكأس الذهبية في مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي. وبالرغم من القلق الذي نقله جابر الينا كمشاهدين نحاول ان نمسك برأس خيط او خيوط الاحداث المتشابكة، وفي ظل الرغبة الدائمة في التقاط وتسجيل وفهم بيروت، وبالتالي نفسه، يحاول زكريا تقديم قصة متماسكة لمدينته.
 
فيلم "قلقون في بيروت" عبارة عن شريط يستعرض مذكرات شخصية توثق أحداث السنتين الأخيرتين في لبنان: الثورة، ما بعد الحرب، الانفجارات، انفجار مرفأ بيروت خاصة، المظاهرات، الاشتباكات ما بين المتظاهرين واالشرطة.
 
 يعيش مخرج الفيلم الشاب زكريا جابر، حالة من القلق المستمر، ويروي حياته الخاصة أثناء محاولته، في مناسبات عديدة، مغادرة بلاده هربا من الفوضى التي لا يجد نفسه فيها. الفيلم مشارك في مسابقة الافلام الوثائقية
 
في البقعة العمياء
 
فيلم (في البقعة العمياء) بالألمانية I'm toten Winkel ، وفي الانجليزية IN THE BLIND SPOT ، حصل هو ايضا على عدد كبير من المشاهدين، وهو فيلم إثارة وغموض ألماني، 123 دقيقة، انتج عام 2023، ويتحدث باللغات:الالمانية والكوردية والتركية، تأليف وإخراج التركية عائشة بولات. الفيلم بطولة كاتيا بيركلي، أحمد فارلي، تشاغلا يورغا وأيبي إيرا، وتدور احداثه حول (ملاك)، فتاة تركية تبلغ من العمر 7 سنوات ووالدها ظافر، الذين ينجذبون إلى شبكة معقدة من المؤامرات وجنون العظمة وصدمات الأجيال. تم اختياره في لقاء في مهرجان برلين السينمائي الدولي الثالث والسبعين، حيث تم عرضه العالمي الأول في 19 فبراير 2023.
 

قصة فيلم(في البقعة العمياء) تدور في قرية كردية نائية، في شمال شرق تركيا، قام طاقم تصوير ألماني بتصوير فيلم وثائقي. اكتشفوا امرأة عجوز تؤدي طقوسًا لإحياء ذكرى ابنها المفقود. تعيش في القرية، الفتاة التركية ملاك، فتاة تركية تبلغ من العمر 7 سنوات، ومربيتها هي المترجمة الكردية لطاقم الفيلم. ظافر، والدها يعمل في مجموعة مثيرة للمشاكل. عندما تطاردها قوة مجهولة على ما يبدو، يقع بين الولاء لهم والخوف على سلامة عائلته. يتطور هذا في النهاية إلى قوة مدمرة. الفيلم مشارك في مسابقة الافلام الروائية الطويلة.

ساشينكا
 
الفيلم الاوكراني(ساشينكا) 94 دقيقة، انتاج 2023، للمخرج أولكسندر جوفنا، الذي لم يحظى بعدد كاف من المشاهدين، هو أحد العناوين التي تحتوي على أكثر المواضيع إثارة للقلق من بين جميع الأفلام التي تم عرضها في مهرجان دهوك الدولي للسينما، كما كان كذلك خلال عرضه في مهرجان  تالين بلاك نايتس السينمائي، الذي يقام في أستونيا، لهذا العام.
 
تستهل مشاعد الفيلم بجريمة قتل مزدوجة. قُتل زوجان مسنان، يلعب دورهما فيكتور ريبشينسكي وأوكسانا بورلاي بيتروفا، كانا ينامان في الطابق الثاني من المنزل، وتُرك ابنهما البالغ ساشا (ديمتري نيجيلسكي) بمفرده. تفتح الشرطة تحقيقًا لمعرفة هوية القاتل، ويتم استعراض مشاهد(فلاش باك) تدريجيًا إلى ذكريات الماضي الطويلة جدًا التي تكشف التاريخ المروع لهذه العائلة. كان الزوجان يتوقعان فتاة بدلاً من صبي، وبالتالي أجبروا ساشا على أن ينشأ كفتاة، مما حول حياته إلى كابوس يبدو أنه قادر على العثور على بعض الراحة فيه فقط مع أصدقائه لينا (ميلينا كومبانييتس) و كوليا (ديمتري أورلوف).
 

تدور احداف فيلم (ساشينكا) في مكان غير المحدد في الريف السوفيتي في سنوات حكم ليونيد بريجنيف. وتمكن المخرج جوفانا  من توليد ما يكفي من الغموض حول الأسباب التي تجعل الوالدين يتصرفان بشكل غريب للغاية ويجعل البحث عن القاتل، في الغالب، تجربة مثيرة للاهتمام. ومع ذلك، عندما تصبح الحقيقة أسهل وأسهل في التخمين، تصبح الحبكة أكثر تعقيدًا، مما يؤثر في النهاية على النتيجة النهائية - وهذا، على وجه الخصوص، يتعلق بكيفية تطور علاقة ساشا مع لينا وكوليا بعد مقتل والديه.وجاء تصوير الفيلم بالأبيض والأسود موفقا، لأنه يخلق مسافة كافية من الشخصيات ويساعد المشاهدين على استيعاب المشاهد الأكثر رعبًا وكثافة. الفيلم مشارك في مسابقة الافلام الروائية الطويلة.
 
الطابق القاتل
 
الفيلم الاميركي (الطابق القاتل (The Killing Floor) 118 دقيقة، انتاج عام 1984، للمخرج بل ديوك، وقصة إلسا راسباخ، عرض خارج المسابقات، بل كان عرضا خاصا لمهرجان دهوك الدولي للسينما بنسخته العاشرة. وكان قد عرض في تموز 2021، ضمن قسم كلاسيكيات مهرجان كان السينمائي.
 
يسلط الفيلم الضوء على محنة العمال الذين يناضلون من أجل بناء اتحاد عمالي بين الأعراق في صناعة تعليب اللحوم في السنوات التي سبقت أعمال الشغب العرقية في شيكاغو عام 1919. 
 
يستند الفيلم على احداث وقصص أفراد حقيقيين ، حيث يركز على اثنين من المزارعين السود الفقراء الذين يغادرون ولاية ميسيسيبي إلى حظائر الماشية في شيكاغو للبحث عن فرص عمل أخلاها الجنود الذين غادروا للمشاركة في الحرب العالمية الأولى. فرانك كستر (الذي لعب دوره داميان ليك) وتوماس جوشوا (إرنست رايفورد) حصل في نهاية المطاف على وظائف في صناعة تعليب اللحوم سيئة السمعة، حيث يضطرون إلى مواجهة العنصرية، والنزاعات العمالية، وتسريح العمال، وتنظيم النقابات ويتم إقناع كستر، بطل الفيلم الرئيسي، في النهاية من قبل زملائه العمال بالانضمام إلى اتحاد عمال تقطيع اللحوم وعمال الجزار في أمريكا الشمالية، مما يضعه في مواجهة مجموعة متنوعة من القوى، بما في ذلك زملائه السود غير المنتمين إلى النقابات، بالإضافة إلى العمال  البولنديين والأيرلنديين والليتوانيين والألمان في المنطقة.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب