رووداو ديجيتال
تنقسم آراء العراقيين اليوم، في الذكرى الـ 66 لاحداث يوم 14 تموز عام 1958 التي غير فيها العسكر او من اطلقوا على انفسهم تسمية "الضباط الاحرار" نظام الحكم من ملكي الى جمهوري بعد هجومهم بالدبابات على قصر الرحاب الملكي وقتلهم للعائلة المالكة، فهناك من يعتبر هذه الاحداث بوصفه انقلاب عسكري ضد الشرعية الملكية، وهناك من يؤمن بانها ثورة حررت العراق من الاستعمار البريطاني. وما يزيد من حمأة هذه السجالات على وسائط التواصل الاجتماعي هو الغاء الحكومة العراقية اعتبار هذا اليوم عيدا وطنيا وعدم الاحتفال رسميا به.
رووداو تنشر رواية عدنان الباجه جي عن احداث 14 تموز باعتباره شاهد عيان موثوق، حيث روى في مذكراته "رجل بين قرنين" والتي كانت قد نشرتها رووداو عربية على حلقات تفاصيل ما جرى ذلك اليوم الذي عاش احداثه والذي وصفه بـ"الاسود".
الدنيا مقلوبة ببغداد
كانت اجواء الانقلاب العسكري فجر يوم 14 يوليو(تموز) مفاجأة لعدنان الباجه جي ولعائلته ولجميع العراقيين الذين عاشوا سنوات حكم العهد الملكي بلا هذه المفاجآة. لم يعرف الباجه جي ما يفعله بعد سماعه للبيان رقم واحد للانقلاب بصوت العقيد عبد السلام عارف وقتذاك، فهو وعائلته أمام حالة جدية لم يتمرنوا عليها سابقا ولم يضعوها في حساباتهم، يوضح: "كان بيتنا في كرادة مريم وسط البساتين في منطقة شبه منعزلة، والشرطة التي وضعوها لحمايتنا تركتنا وذهبت، وسيارتي البونتياك كانت لا تزال تحمل لوحة أرقام أميركية، قلت: إذا خرجنا بها الآن سوف يهجم علينا الناس ظنا منهم بأننا أميركان أو إنجليز، لهذا طلبت من والدتي أن تبعث لنا سيارة والدي مع السائق (علي) الذي لازم والدي طويلا وهو رجل طيب، وقد قمت بتعيين 3 من أبنائه في حمايتي عندما عدت إلى بغداد بعد 2003".
ويشرح الباجه جي بالتفصيل حالة الهياج التي بلغها الناس يومذاك، يقول: "وصل السائق وقال: (الدنيا مقلوبة ببغداد) والناس هائجة، قلت له: أدري، لكننا يجب أن نترك هذا البيت، فصعدنا بسيارة والدي الـ(بيوك)، أنا وزوجتي وبناتي الثلاث ومربيتهم وعبرنا جسر الملكة عالية الذي صار اسمه فيما بعد جسر الجمهورية، كان الناس في جانب الرصافة، منطقة الباب الشرقي، حيث مركز بغداد، يملأون الشوارع، وعيونهم تتفحصنا بينما السيارة تسير بصعوبة بسبب الازدحام حتى إن وصولنا استغرق أكثر من ساعة إلى بيت والدي في حين أن هذه المسافة لا تستغرق سوى 10 دقائق في الظروف الاعتيادية، وبعد وصولنا إلى بيت والدي تم الإعلان عن حظر التجوال، ثم تم الإبلاغ عبر الإذاعة موظفي الدولة بالدوام في دوائرهم، فذهبت في اليوم التالي إلى وزارة الخارجية، كان هناك وزير جديد اسمه عبد الجبار جومرد، وهو من الموصل وكان يعرف والدي كونه في المعارضة ويعرفني أنا أيضا. ولجومرد قصة، فعندما تسلم البعثيون السلطة عام 1963 قالوا له سوف نعينك سفيرا فاختر أي بلد تريد، فرفض وقال أريد أن أكون قائدا للفرقة الأولى، فاستغربوا وقالوا له، أنت رجل مدني وليس ضابطا عسكريا حتى تكون قائد فرقة، فأجاب، لماذا تعينون الضباط سفراء والسفراء لا يحق لهم أن يكونوا ضباطا".
الدولة باقية
وحسب اعتقاد الباجه جي أن طلب النظام الجديد من الموظفين الالتحاق بدوائرهم كان تصرفا حكيما لاستمرارية الحياة الطبيعية، فالدولة لا تزال قائمة رغم تغيير نظام الحكم، يقول: "طلبني الوزير فذهبت لمقابلته، قال: (نريد تشكيل لجنة للنظر في شؤون الموظفين، فهناك موظفون ليس لهم ولاء للجمهورية ومن العهد الملكي ويجب إخراجهم)، قلت له: إنهم ليسوا سوى موظفين، وولاؤهم للدولة سواء كانت ملكية أو جمهورية، ويجب أن يكون التعامل معهم حسب الكفاءة، فأجاب بأن (هناك ضغوطا تطالب بإخراجهم)، وهذه الضغوط كانت من قبل الشيوعيين. أما أنا فلم يعترضوا علي وكانوا يعرفون أن توجهاتي الوطنية كانت تتعارض مع توجهات البلاط والحكومة، لكن الشيوعيين لا يثقون بشخص من طبقتي".
لم تكن في العراق وزارة باسم الإعلام أو الثقافة بل كانت هناك وزارة الإرشاد وحسب اياضاح الباجه جي:"كان وزير الارشاد في العهد الجمهوري صديق شنشل الذي طلب مني القيام بقراءة التقارير الصحافية التي يبعثها المراسلون الأجانب لوكالاتهم وصحفهم، إذ قال لي: (هناك عدد من الصحافيين الأجانب في فندق بغداد، ونريدك أن تذهب إلى هناك لقراءة تقاريرهم قبل إرسالها، فنحن لا نعرف ماذا يكتب هؤلاء ويرسلون لصحفهم ووكالاتهم)، بالفعل كنت أذهب من الساعة التاسعة من كل ليلة إلى فنذق بغداد الذي لم يكن هناك فندق راقٍ سواه وقتذاك، وأقرأ تقارير المراسلين الأجانب التي كنت غالبا ما أمررها وأعود إلى البيت عند الثانية صباحا، إذ كان حظر التجوال ليلا ساريا، لكن الحكومة زودتني ببطاقة عدم تعرض، ووضعت عريفا من الجيش لمرافقتي، واستمر هذا الوضع شهرا كاملا".
نوري السعيد شخصية وطنية
الباجه جي، وعلى الرغم من التصرف السلبي الذي بدا من قبل نوري السعيد، والمعاملة التي اعتبرها قاسية تجاهه بحذف اسمه من سجل موظفي الخارجية الاتحادية (بين العراق والاردن)، فإنه يتحدث بحيادية عنه، يقول: "نوري السعيد والوصي عبد الإله والحكومات التي تعاقبت على حكم العراق كانت وطنية، لكن كانت هناك اجتهادات سياسية خاطئة، يعني تدخل الأمير عبد الإله في شؤون الوزارة، وهذا ليس من شأنه، وإصراره على إعدام الضباط الأربعة، وعدم السماح للملك فيصل الثاني الذي كان قد توج عام 1953 بممارسة دوره سوى توقيع الإرادات الملكية، فقد كان الوصي يستخدم صلاحيات الملك بتعيين أعضاء مجلس الأعيان وصلاحية إقالة الحكومة، وتعيين كبار الموظفين وحل مجلس النواب وهذا كان يتم بإرادة ملكية. حتى إن خلافه مع رئيس الحكومة رشيد عالي الكيلاني كان بسبب عدم توقيعه على إرادات ملكية ومراسيم ولهذا توقف عمل الحكومة والدولة".
ويستغرب الباجه جي من عدم أخذ حكومة السعيد أي احتياطات ضد احتمال قيام مثل هذا الانقلاب، على الرغم من أن "الناس كلهم كانوا يتحدثون في الشوارع والمقاهي عن قرب وقوع انقلاب، وأتذكر إن مدير مزرعة علي جودت الأيوبي، والد زوجة الباجه جي، في جلولاء،ديالى، والقريبة من الوحدة العسكرية التي كان فيها عبد الكريم قاسم، أبلغ الأيوبي بأن هناك تحركات مريبة، وأنه سمع كلاما من ضباط عن قرب وقوع انقلاب، وقد أوصل الأيوبي هذه المعلومات إلى عبد الإله، الذي أبلغها بدوره إلى نوري السعيد الذي قال جملته المشهورة: (دار السيد مأمونة) وأن (لا خوف على الدولة من الجيش فنحن نثق به). لكنني على يقين بأن الاستخبارات البريطانية، وهي عريقة، كانت قوية وفاعلة في العراق، وكانت تعرف بقرب حدوث شيء من هذا القبيل. وليس من المعقول أنهم لم يعرفوا شيئا عن الثورة لا سيما أن (الانقلاب العسكري) لم يكن على درجة عالية من السرية، ويبقى السؤال المهم هو: لماذا لم يبلغ البريطانيون الحكومة أو البلاط بهذه التحركات، لا ندري، فهم قالوا: نحن فوجئنا بما حدث".
وحسب اعتقاد الباجه جي، فإن الانقلاب "لم يحدث بسبب الأوضاع الاقتصادية، بل كان هناك استياء من سياسة الحكومة تجاه العرب والشعور العربي، خاصة بعد العدوان الثلاثي على مصر، إذ لم يكن من المعقول أن يبقى العراق مرتبطا بحلف مع بريطانيا، وهي التي شاركت في هذا العدوان".
قرارات السفارة البربطانية
ولا يخفي الباجه جي تأثره بالشعارات التي جاء بها انقلاب أو ثورة يوليو (تموز)، فيقول معترفا: "كنت في عمر الشباب وكانت الشعارات المطروحة تتحدث عن الحرية والاستقلال من النفوذ الأجنبي وتحقيق الديمقراطية، وكان يهمني كثيرا التخلص من الاستعمار البريطاني، وبالفعل تحقق ذلك، أعني تخليص العراق من السيطرة البريطانية، ففي العهد الملكي كان السفير البريطاني يتدخل في تأليف الوزارة ورفض هذا وقبول ذاك، وهناك وثيقة بريطانية صادرة سنة 1947، في عهد حكومة صالح جبر، يقول فيها السفير البريطاني لوزير خارجيته: (لقد نبهت الوصي عبد الإله بأن الوزارة الحالية، باستثناء رئيسها ووزير الخارجية فاضل الجمالي، هي وزارة هزيلة وضعيفة، وقد أشرت على الوصي بتغيير بعض الوجوه في الوزارة)، ثم يعدد الوزراء الذين لا يرغب بهم ويضع أوصافه عنهم، مثلا جمال بابان رجل فاسد، وشاكر الوادي لا فائدة منه، وتوفيق وهبي شخصية كردية محترمة لكنه كبير في السن، واقترح السفير البريطاني أن يأتوا بعناصر جديدة مثل علي ممتاز وبعض الشباب المعارض. وفي وثيقة أخرى يقول: (أخبرني الوصي بأنه سوف يكلف مزاحم الباجه جي بتأليف الوزارة، وهو شخصية سياسية وكان خارج العراق لأكثر من 12 سنة ولا ندري ما اتجاهاته، فقلت له (للوصي): لا مانع، لنجربه ونرَ ماذا سيفعل)."
ويقول مؤكدا: "نعم، كان البريطانيون يتدخلون في كل شيء، وأتذكر أنه في الحفلات التي كانت تقام ببغداد ويحضرها الملك، كانت سيارة السفير البريطاني فقط تقف إلى جانب سيارة الملك حتى لا يتعب نفسه ويتمشى قليلا عندما يخرج من الحفلة. كانت هذه التصرفات وهذا التدخل يستفزان العراقيين".
ويتذكر الباجه جي: "ذات مرة دعاني، السفير البريطاني ببغداد، مع زوجتي إلى حفلة (بلاك تاي) والتي تعني ارتداء البدلة السوداء والقميص الابيض وربطة العنق السوداء، بينما ترتدي المرأة فيها بدلة سواريه، في مبنى السفارة البريطانية ببغداد، وكان يتصرف بتباهٍ". مستطردا بقوله"هذا السفير ذاته، جاء إلى وزارة الخارجية العراقية بعد ثورة تموز خائفا ومتنكرا، بينما كان قبل الثورة (نافش ريشة) مثل الديك الرومي".
يؤكد الباجه جي ان" كل الخطط السياسية كانت ترسم ويدار تنفيذها في مبنى السفارة البريطانية". مستدركا بقوله"البريطانيون كانوا قد اختاروا أفضل موقع ببغداد، على الضفة الغربية (الكرخ) لنهر دجلة، وفي منطقة تسمى الشواكة، قريبا من بيت توفيق السويدي، وبنوا على مساحة كبيرة جدا سفارتهم، وعلى الرغم من أن السفارة البريطانية اليوم ومنذ 2003 تقع في المنطقة الخضراء فإنهم ما زالوا يحتفظون بالبناية القديمة ولهم فيها مكتب".
فجر الفجيعة
إن ما حدث صبيحة 14 يوليو (تموز) 1958 كان فاجعا لكل العراقيين، فقد تم قتل العائلة المالكة، بدءا بالعاهل العراقي، الملك الشاب فيصل الثاني، وأفراد أسرته من نساء وأطفال وخدم، واستباح الغوغاء قصر الرحاب الذي كانت تقيم به العائلة المالكة في الحارثية بجانب الكرخ من بغداد.
ويتداول العراقيون قصص عديدة عن مقتل العائلة المالكة، وأكثرها قربا للمصداقية هي ان العائلة المالكة خرجت الى باحة قصر الرحاب بعد ان أمر الملك فيصل الثاني حرسه بعدم اطلاق النار على الجنود الذين حاصروا القصر، وأن جدة الملك من والدته كانت قد رفعت نسخة من القرآن الكريم فوق رأس الملك الشاب وتوسلت بالعسكر ان يبقوا على حياته، لكن الجنود امطروهم بالرصاص. العراقيون، من كبار السن، يؤكدون ان كل المآسي التي حدثت في العراق كانت بسبب أثم هذه الفاجعة وهذه الجريمة البشعة.
وهناك من يُبعد عن (الضباط الاحرار) وفي مقدمتهم عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف تهمة قتل العائلة المالكة، مشيرين الى ان مقتل العائلة المالكة لم يكن مقررا من قبل الضباط الاحرار، ولو كان هذا الامر صحيح لكانوا، ونعني الضباط الاحرار، قاسم وعارف، قد ابعدوا مسبقا العائلة المالكة الى موقع آمن وحافظوا على حياتهم، لكن القتل ومن ثم التمثيل بجثث الوصي عبد الاله ورئيس الوزراء نوري السعيد ونجله صباح سمة العسكر المتعطشين للدم.
يوضح عدنان الباجه جي، قائلا: "كان بين الضباط الأحرار الذين قادوا الانقلاب العسكري اختلاف في الآراء حول مصير الملك فيصل الثاني، فقِسم منهم كان مع قتله كي لا يتحول إلى رمز للمقاومة ضد الجمهورية الحديثة، وقسم آخر قال إن الملك لا علاقة له بما جرى وإنه لم يكن صاحب قرار، أما العائلة المالكة من نساء وأطفال فبالتأكيد لم يكن هناك أي قرار للمسّ بهم، هكذا عرفتُ بعد الثورة، فالعائلة المالكة استسلمت بلا أدنى مقاومة، لكن عبد الستار العبوسي الذي هجم على قصر الرحاب، حيث كان يقيم الملك وعائلته، فجأة فتح النار على العائلة وأمطرهم بالرصاص، ويقال إنه لم يكن سويا أو طبيعيا من الناحية النفسية حتى إنه انتحر بعد هذه الحادثة، ونجت الزوجة الأخيرة للأمير عبد الإله، ابنة أمير ربيعة، إذ جُرحت في ساقها وأنقذها شخص من مدينة الكوت (مركز محافظة واسط اليوم)، وكان على معرفة بعائلتها، كما نجت الأميرة بديعة خالة الملك فيصل الثاني لأنها لم تكن في قصر الرحاب بل كانت في بيتها بشارع الأميرات في حي المنصور على مقربة من قصر الرحاب، ولجأت مع عائلتها إلى السفارة السعودية ببغداد التي تقع في حي المنصور. وقُتل الملك فيصل الثاني وجدته لأمه الملكة نفيسة والدة عبد الإله والملكة عالية (زوجة الملك غازي وأم الملك فيصل الثاني التي كانت قد توُفّيت عام 1950 بالسرطان)، وابنتها الكبيرة الأميرة عابدية وبعض الخدم".
يصمت الباجه جي قليلا وقد تسلل إليه الحزن جراء تذكُّر هذه الحادثة المأساوية، ثم يقول: "لقد تألمت كثيرا لمقتل الملك فيصل الثاني والعائلة المالكة ورئيس الوزراء نوري السعيد وما جرى من تمثيل لجثته وابنه صباح في يوم 14 تموز الاسود"، ويكرر الباجه جي رأيه في نوري السعيد قائلا"السعيد كان رجلا عراقيا وطنيا ومخلصا لبلده وشعبه بمعنى الكلمة ووحدوي الأفكار وعربي الانتماء، وهو من عمل على تأسيس العراق وشارك في بنائه.. لقد كان مقررا قتله خلال انقلاب يوليو (تموز) وكذلك قُتل الأمير عبد الإله".
أيام تموز السوداء
لقد فعل ما فعل العسكر والغوغاء من مداهمات واعتقالات وإعدامات انتقامية يومذاك، وحسب الباجه جي فقد "اعتقلوا بعض الوزراء وصدرت أوامر باعتقال البعض الآخر، مثلا صدرت مذكرة بمصادرة أموال علي جودة الأيوبي، والد زوجتي باعتباره رئيس وزراء في العهد الملكي، بينما لم يتعرضوا لوالدي لأنهم كانوا يعتبرونه ضمن المعارضة للبلاط والحكومة آنذاك، وهو فعلا كان معارضا، وعلى العموم والدي والأيوبي كانا في سويسرا وقتذاك".
في حمأة احتدام هذه الذكرى في ضمير الباجه جي فإنه يتذكر هذه القصة: "كان وزير الدولة لشؤون الدفاع في حكومة الاتحاد العربي (بين العراق والأردن) اللواء الطيار العسكري سامي فتاح، وهو من مدينة الموصل، في زيارة لوزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء الأردنيين، إبراهيم هاشم وسليمان طوقان، اللذين كانا يقيمان في فندق بغداد (في شارع السعدون)، فهجم الجنود والناس الهائجة على الفندق وقتلوا كلا من هاشم وطوقان، وتعرض فتاح للضرب، وفي اللحظة التي أرادوا فيها قتله تَعرّفه عريف في الجيش فسحبه وأنقذه من الموت، لكنهم أخذوه إلى المعتقل، وهناك قال له الضباط الذين كانوا يحققون مع المعتقلين متشفين به: (ها سامي فتاح وصلت إلى هنا)، فأجاب قائلا بلهجته المصلاوية: (كنت اقشعتوا الشعب العراقي في عنفوان نجابته)، أي (كنت قد شاهدت الشعب العراقي في عنفوان شهامته)".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً