رووداو ديجيتال
تتحرر حواء، كرمز انثوي واسطوري، من اساطيرها وقيودها لتبوح باسرارها في معرض مشترك للفنان رؤوف العطار والفنانة الشابة آية زين اقيم مؤخرا في اربيل وحمل عنوان"حديث حواء".
المعرض ضم 50 لوحة تشكيلية بقياسات مختلفة، منها 30 عمل للفنان رؤوف العطار و 20 للفنانة آية زين، استخدما في تنفيذها الوان مائية وزيتية واحبار، بالرغم من ان الصفة اللونية التي غلبت الاعمال هي الابيض والاسود.
رؤوف العطار، قال لرووداو: "هذا المعرض يحمل الرقم 29 لي وفي كل معرض اختار فكرة معينة وادرسها بكل جوانبها واحولها الى معرض بالوان معدنية بحيث ياتي مختلفا عن بقية معارضي السابقة، فانا افكر بمعرض، اي بمجموعة لوحات وليس بلوحة واحدة من اجل ابراز الفكرة بكل جوانبها".
واستطرد بقوله: "لكن تبقى لكل لوحة فكرتها وموضوعها الخاص واحاول ايصال فكرة غير مطروقة للمتلقي، وهذا يحدث في كل معرض، اي ان لا اكرر الافكار ذاتها".مشيرا الى :"انا اخترت مع الفنانة الشابة آية زين عنوان(حديث حواء)، ليتناول تجسيد هذه الفكرة كل منا حسب رؤيته وفلسفته واسلوبه الخاص، فانا استوحيت من (حكايات الف ليلة وليلة)، رموز حواء كامرأة اسطورية وفكرة رمزية وربطت بينها وبين رموز هذه الحكايات منها المدن والحيوانات التي وردت فيها مثل الخيول والفيلة".
وفي موضوع المدن التي وردت في الف ليلة وليلة وربطها بالحاضر، يجد العطار ان:"لكل المدن جذورها التاريخية والحضارية فرسمتها حسب ما جاءت في كتابات ورسوم الرحالة وتواصلت معها وقصص تطورها مثل بغداد وابصرة واربيل، لا سيما واني كنت قد الفت كتابا عن الرحالة الذين زاروا العراق ومدن في الشرق الاوسط".منبها الى:"انا استخدمت اللونين الابيض والاسود، واحبار ملونة في لوحاتي منفذا اياها بالابرة وهذا يتطلب الكثير من الدقة والجهد".
الاسلوب الذي طبع اعمال المعرض المشترك للعطار وزين هو التصميم، ودقة الخطوط الهندسية، ولا غرابة في ذلك فالفنان رؤوف درس التصميم والرسم، وآية تلميذته في فن الرسم، وكان من الطبيعي ان تتأثر باسلوب التنفيذ في الاقل لا سيما وانها اولى تجاربها واول معارضها، لكنها بالتأكيد تحررت عن استاذها في اختيار المواضيع وتنفيذها.
يؤكد العطار قائلا:"انا اختصاصي التصميم، درست في معهد وكلية الفنون الجميلة كلا الاختصاصين وفي اللوحات استخدم كثيرا الاشكال الهندسية واضع العمارة والتطور العمراني للمدن القديمة". معتبرا:"الفن التشكيلي رسالة تثقيفية للمتلقي وتطوير لذائقته وهو بالنسبة لي خطاب فكري وجمالي في آن واحد".
ينفي العطار بشدة اعتماده او استخدامه للفن الرقمي، ويقول:"بالرغم من ان اختصاص، التصميم، يحتاج الى تقنيات الكمبيوتر والبرامج الرقمية الا انني متشدد بعدم اللجوء للفن الرقمي او تنفيذ ولو جزء بسيط من اللوحة بواسطة برامج الكمبيوتر ذلك ان هذا ليس فنا وانما تكنولوجيا برامجية لا تحمل بصمة وفكرة واسلوب الفنان ويمكن لاي شخص يتعلم مهارات هذه البرامجيات ان ينفذ ما تسمى باللوحات لكنها بالتأكيد لا علاقة لها بالفن التشكيلي".
وأوضح أن "اللوحة لا تحمل توقيع الفنان فقط بل تتضمن تجربته وتاريخه وتطوره الاسلوبي وافكاره وثقافته وهذا لا يمكن ان تحققه برامج الكمبيوتر".
آية زين، انحازت في اول مغامراتها مع الرسم وفي اول معارضها لحواء كرمز للمرأة المعاصرة، ابتعدت كثيرا عن رؤية العطار لحواء كاسطورة، بل تعاملت معها بكينونتها الحاضرة.
تقول الفنانة الشابة آية زين لرووداو: "من الطبيعي، وانا أمرأة، ان انحاز لموضوعها ولقضاياها المعاصرة وليست التاريخية، حواء عندي هي انا وهي وهن، وانا اخترت ثيمة اعتبرها مهمة وهي حواء والزمن، حواء وتحديها لصعوبات الراهن وتطورها الزمني، ففي لوحة تشير الى علاقة المرأة بالقطار، القطار هنا رمز للتقدم الزمني، وانها، حواء تترك كل مخلفات الماضي وراء ظهرها وتنطلق الى الامام متحدية الصعاب، وفي عمل آخر استعرض المراحل الزمنية لارتقاء المرأة عبر الزمن من اجل ان تحقق افكارها بوضوح".
تضيف آية زين قائلة:"اللوحة بالنسبة لي رسالة فكرية وليست خطابا تزيينيا، رسالة عن المرأة ودورها المهم في الحياة، فهي ليست مكملة لشكل او حالة ما بل هي اساسية في الحياة".موضحة:" انا رسمت حواء مع تطور الزمن.. اللوحة كرسالة عن المراة هي الحياة ويجب ان تتحرر من قيود الزمن.. ودورها في المجتمع".
أهمية اللون بالنسبة للفنانة الشابة آية زين ياتي:" لايضاح الفكرة وليس للجمالية فقط، التلوين مرحلة تاتي مع التنفيذ او خلال تخطيط للوحة، فانا ارسم اللوحة في فكري قبل تنفيذها، وافكر بالمتلقي وردود فعله من خلال تامله للوحة".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً