محمد خير الجراح: حيّا الأشرفية والشيخ مقصود في مدينتي حلب معروفان بكورديتهما

12-04-2025
رووداو
الفنان محمد خير الجراح في السليمانية
الفنان محمد خير الجراح في السليمانية
الكلمات الدالة محمد خير الجراح كوردستان ماجيك
A+ A-

رووداو ديجيتال

في جولة امتزجت فيها الثقافة بالطبيعة، زار الفنان السوري محمد خير الجراح مدينة السليمانية في إقليم كوردستان، حيث عبر عن إعجابه العميق بطبيعة المدينة، ودفء أهلها، وغنى نسيجها الثقافي والاجتماعي.
 
خلال الزيارة، التي جاءت ضمن كوردستان ماجيك" الذي يبث عبر رووداو، لم يُخفِ الجراح تأثره بما رآه من تناغم بين الأصالة والحداثة، قائلاً إن السليمانية "تمتلك نكهة إنسانية لا تشبه سواها"، ونادراً ما شعر بالراحة والاطمئنان في مدينة جديدة كما شعر فيها، مؤكداً أن "المكان جميل جداً، وفيه دفء غير متكلف".
 
من الأشرفية إلى السليمانية.. ذاكرة مفتوحة
 
ولد محمد خير الجراح في حلب، التي شكّلت وعيه الأول تجاه الآخر، حيث لم يكن يرى أي فرق بين الكوردي والعربي والأرمني، فالجيرة كانت أعمق من كل التصنيفات.
 
ويؤكد أن هناك مناطق كاملة في حلب مثل الأشرفية والشيخ مقصود "معروفة بأنها كوردية"، مضيفاً: "لدي أصدقاء من الكورد، لم نكن نستخدم كلمات مثل عربي أو كوردي في حياتنا اليومية، كنا عائلة واحدة".
 
الفن كذاكرة حية.. وأبو بدر كظاهرة
 
يرى الجراح أن تجربته الفنية نابعة من هذا التنوع، وهو ما جعله قادراً على تجسيد شخصيات متباينة بصدق ومحبة، قائلاً: "أنا لا أقلّد الشخصيات، بل أعيشها، ألبسها من الداخل، وأحاول أن أكون هي، لا أن أضحك عليها".
 
عن شخصية "أبو بدر" التي عُرف بها في مسلسل "باب الحارة"، قال إنها واحدة من الشخصيات التي تجاوزت النص وأصبحت جزءاً من ذاكرة الجمهور، ليس فقط في سوريا بل في كوردستان والعراق أيضاً. 
 
"أستغرب أحياناً كيف يتذكّر الناس أدق التفاصيل في الحوارات والمواقف. هذه العلاقة مع الجمهور عميقة وتثير دهشتي دائماً"، يضيف الجراح.
 
الغناء كمسار موازٍ
 
رغم ارتباطه العميق بالتمثيل، كشف الجراح عن ولعه بالغناء، لكنه لا يعتبره بديلاً، بل امتداداً لفنه، ويحرص على تقديم أعمال غنائية بطابع اجتماعي وغزلي خفيف، تحمل روح حلب، مدينته الأم.
 
وعن إحدى أغنياته الطريفة التي تناول فيها الفطور الحلبي، قال: "فيها مزاج الناس ورائحتهم، وفيها شيء من حنين الأحياء الشعبية التي لا تزال تسكنني".
 
التسامح والنجاح والغيرة
 
بشأن تجربته الإنسانية، أشار الجراح إلى ميله إلى التسامح، وعدم حمله ضغينة لأحد، مؤكداً أن الطاقة السلبية تستهلك من الإنسان أكثر مما تؤذي الآخر. 
 
وتابع: "إذا شخص حكى عني بالمنيح، فأنا مبسوط، وإذا حكى عني بالعاطل، فأنا كمان مبسوط.. لأني ساعدته يفرّغ شحنته، وأنا ما خسران شيء".
 
يشير إلى أن علاقاته داخل الوسط الفني يغلب عليها طابع الزمالة والمودة، لكنه لا يفضل تكوين صداقات متداخلة في بيئة المهنة نفسها، مفضّلاً أن تكون صداقاته في بيئات مختلفة. "الغيرة الفنية أمر طبيعي، لكن الأهم كيف نتعامل معها"، يوضح الجراح.
 
كوردستان.. غنى المكان والإنسان
 
أعرب الجراح عن دهشته من التنوّع الثقافي والاجتماعي في كوردستان، مشيراً إلى أن "الهوية هنا محمية بشكل حضاري، وهناك احترام للتقاليد دون أن يُلغي ذلك الحداثة". 
 
وأضاف أن "الزي الكوردي اليومي، والموسيقى، والضيافة، كلها عناصر تعكس غنى هذا الشعب ووعيه بذاته".
 
في ختام جولته، دعا الفنان السوري إلى الحفاظ على هذا النسيج الاجتماعي المتماسك، قائلاً إن التعايش في كوردستان "ميزة مهمة كثيراً"، واحترام الآخر وعدم إيذائه "جميل جداً".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب