مهرجان دهوك السينمائي..أسئلة عن السينما الكوردية وحضور لافت للفيلم الايراني"آيات ارضية"

11-12-2023
معد فياض
A+ A-

معد فياض

جمهور دهوك يزدحم كل يوم على فعاليات مهرجان دهوك الدولي للسينما بنسخته العاشرة، سواء على العروض السينمائية التي تقدم على صالات عرض (سينما ماكس) في دهوك مول، او قاعة االمؤتمرات في جامعة دهوك، وخاصة في الاماسي، حيث يكون الازدحام على أشده.

ملاحظة ملفتة للنضر وهي ان نسبة غالبة من الحضور هم من الشباب ومن كلا الجنسين، وسواء كان هذا الحضور لاغراض متابعة المنهاج، من عروض سينمائية وندوات نقدية ونقاشات فكرية عن السينما، او لاغراض الاطلاع والتقاط الصور واللقاء بضيوف المهرجان، فانها خطوة ايجابية ان يججذب المهرجان هذه الفئات العمرية الى نشاطاته، لكن الوقائع برهنت ان غالبية الجمهور جاء لمشاهدة الافلام واقتناء تذاكرها، تباع باسعار رمزية بثلاثة الاف دينار، منذ وقت مبكر ما قبل العرض.

كانت خطوة جريئة من الجنة المنظمة لاختيار فيلم ناطق باللغة العربية(ميسي بغداد) للمخرج الكوردي سهيم عمر خليفة، لافتتاح منهاج المهرجان، بينما كان الجمهور، او الواقع يشير الى ضرورة اختيار فيلم كوردي روائي(طويل) لتدشين اعمال المهرجان لا سيما وان شعاره هو"اللغة الكوردية الام"، لكنها، اللجنة المنظمة، برهنت موضوعيتها من خلال اختيار فيلم عراقي نال شهرة عالمية وحاز على أكثر من 60 جائزة دولية، لمخرج كوردي يناقش قضية عامة كان ممكن ان تحدث في دهوك او اربيل او ميسان او البصرة، والامر الثاني راهنت فيه على الجمهور الذي احتشد في صالة عرض الفيلم.

السينما الكوردية

المخرج سهيم عمر خليفة أعرب عن سعادته:" لان يكون فيلمي(ميسي بغداد) هو فيلم افتتاح مهرجان دهوك الدولي للسينما".  وقال لشبكة رووداو الاعلامية :"هذا يعني الكثير بالنسبة لي ذلك ان مهرجان دهوك الدولي للسينما واحدا من اهم المهرجانات ليس في اقليم كوردستان او عموم العراق فحسب بل في المنطقة وهذا تشريف وتتويج لجهدي وجهود فريق عمل الفيلم".

واوضح:" ان فيلم (ميسي بغداد) يتحدث عن قصة صبي عراقي يعشق كرة القدم ويلقب من قبل اصدقائه بميسي يتعرض لحادث تفجير خلال فترة الاقتتال الطائفي عام 2009، ويفقد على إثر ذلك ساقه اليسرى ويحرم من ممارسة رياضته، ثم يناضل من اجل العودة الى ساحات كرة القدم". مضيفا:" هذه قصة انسانية عراقية حدثت في بغداد وليس في زاخو او اربيل، ولم استطع ان اسمي الفيلم مثلا ميسي زاخو او ميسي اربيل، اضافة الى ذلك انا احب بغداد فهي بالنسبة لي أجمل مدينة في العالم واستطيع ان اكتب مليون فكرة فيلم عن شارع الرشيد وحده". معتبرا:" الحضور الجماهيري الكبير لمشاهدة الفيلم خير شهادة لي، وهذا موضوع اسعدني جدا".

وحول وجود سينما كوردية تثبت مكانتها محليا وعالميا، قال خليفة:" هذا االموضوع يحتاج الى عمل طويل لانتاج افلام كوردية سواء بمواضيعها او كوادرها او بلغتها". منبها بقوله:"انا يهمني االجمهور العالمي اكثر من الجمهور العراقي بعربه وكورده لانني اريد ان يعرف العالم الكثير عنا. 

وحول امكانية تطور الانتاج السينمائي في االعراق، وبضمنه اقليم كوردستان، قال المخرج الكوردي سهيم عمر خليفة:" هناك امكانيات كبيرة لانتاج افلام سينمائية مهمة خاصة وانه تتوفر في العراق، واقليم كوردستان، طاقات فنية من مخرجين ومنتجين وممثلين كما توجد اموال طائلة وهذه مقومات صناعة سينما متطورة"، مشيرا الى ان:ط هناك مهرجان البحر الاحمر في المملكة العربية السعودية الذي حضرت فعالياته الاسبوع الماضي وكان ناجحا، فدول الخليج العربي تقيم مهرجانات سينمائية لكنها بلا صناعة سينمائية، تتوفر عندهم الاموال لكنهم فقراء في الكوادر من مخرجين وممثلين وفنيين، على العكس من العراق تماما".

الناقدة الادبية والسينمائية الاكاديمية كوثر جبارة اعتبرت:" مصطلح سينما كوردية (مطاطي) وشائك بسبب الغياب الكمي للافلام السينمائية الكوردية". متسائلة:" هل السينما الكوردية تعني انها تتناول القضايا الكوردية، الاجتماعية او السياسية، ام لان المخرج كوردي او ان االفيلم يتحدث باللغة الكوردية او تم انتاجه باموال كوردية؟ لهذا انا اطلق تسمية الفيلم او الافلام الكوردية بدلا من السينما الكوردية "، وخلصت الى انه:"عندما تتوفر افلام كوردية وتدور ماكنة صناعة السينما الكوردية عند ذاك سنناقش مصطلح السينما الكوردية".

وعن حضور المرأة في الافلام الكوردية اوضحت:"خلال دراستي الاكاديمية لهذا الموضوع، واعتمادا على مشاهداتي واحصائيات دقيقة وجدت ان حضور المرأة في الافلام الكوردية خاصة والعراقية عامة، كموضوع وقضية هو أكثر من وجودها كمخرجة او مصورة وحتى كممثلة". وفي ايضاح اكثر، قالت:"الافلام الكوردية والعراقية ناقشت باسهاب قضايا االمرأة، لكننا نفتقر الى وجودها كصانعة للافلام".

آيات أرضية

 
لفت الفيلم الايراني المتميز "Terrestrial Verses"، آيات أرضية، أو (Ayeh haye zamini)،  للمخرجين الايرانيين علي أصغري وعلي رضا خاتمي الذي كان قد عُرض في مهرجان كان السينمائي، الانظار والجمهور باعتباره علامة مميزة بين الافلام التي عرضت في المهرجان حتى اليوم. الفيلم عمل على إبراز عبثية النظام القائم في طهران، عبر سرد تجارب مواطنين عاديين في التعامل معه خلال حياتهم اليومية. 

وكان تصوير فيلم "آيات أرضية" قد انطلق في طهران قبل أسبوعين من اندلاع الحركة الاحتجاجية التي تلت وفاة مهسا أميني، في منتصف أيلول الماضي.وبعد تصوير ثلاثة مشاهد من العمل، أوقف المخرجان أعمال التصوير في خضم الاحتجاجات. وسجّلت ممثلتان في الفيلم، هما صدف أصغري وفائزة راد، ظهوراً في مهرجان كان السينمائي، من دون حجاب .

ويقول  المخرج علي رضا خاتمي: "كان من المحزن جداً أن نرى فكرة الفيلم تتجسّد فعلياً في الشوارع، فسرد قصص الأشخاص أتى في وقت مناسب جداً".

وعلى شكل قصص قصيرة، وبأسلوب لا يخلو من الفكاهة، تُظهر مَشاهد الفيلم مواطنين إيرانيين كلّ واحد منهم في مكان ثابت، فيما يسمع المُشاهد صوت مَن يحاورونهم فقط من دون رؤية وجوههم.

ومن بين ما تُظهره مشاهد الفيلم، رجل يذهب لتسجيل اسم مولودته الجديدة، ووالدة برفقة ابنتها داخل متجر لبيع الملابس، وشابة تجري مقابلة عمل، وسيدة تبحث عن كلبها المفقود في مركز للشرطة.

وسرعان ما تظهر في المَشاهد، التي تبدو عادية في البداية، عبثية واضحة.وتُقابَل خطوة رجل يرغب في تسمية ابنه ديفيد بالرفض، "لأنّ الاسم أوروبي وليس ايرانيا". ويقول له الموظف في دائرة النفوس: "لماذا لا تسمّيه داوود؟".

وتصبح فتاة تبحث عن عمل ضحية لتحرش جنسي، فيما يواجه رجل يبحث بدوره عن عمل أسئلة كثيرة للتأكّد من أنه متديّن. وفي أحد المشاهد، تُوَبَّخ سيدة تبحث عن كلبها الضائع. على أساس أنّ "الكلاب من المخلوقات النجسة"، ويقول لها عنصر من الشرطة: "لماذا لا تتبنّين عصفور كناري؟".

 ولم يحظى الفيلم الوثائقي التركي الكوردي، الوثائقي:"Homeland Sickneess"مرض الوطن او الحنين للوطن، للمخرج كولسيل أوزكان، الذي لم يحظى بقبول الجمهور كونه مملا ، حسب وصف ممثلة كوردية حضرت الفيلم.

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب