بحضور 600 فنان ومشاركة 20 عرض مسرحي.. افتتاح مهرجان المسرح العربي في بغداد

10-01-2024
معد فياض
الكلمات الدالة ثقافة فن مهرجان المسرح العربي العراق
A+ A-
افتتحت مساء اليوم الاربعاء العاشر من كانون الثاني 2024، وبمناسبة اليوم العربي للمسرح، فعاليات مهرجان المسرح العربي بنسخته الـ 14، على المسرح الوطني في بغداد، تحت شعار "نحو مسرح جديد ومتجدد"، الذي تنظّمه الهيئة العربية للمسرح، مركزها في الشارقة، وبدعم من حاكم الشارقة سلطان القاسمي، وبرعاية رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ومشاركة دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية ونقابة الفنانين العراقيين.
 
السوداني، لم يحضر فعاليات الافتتاح، لكنه رحب في كلمة نشرها دليل المهرجان قال فيها: "الاخوة المسرحيون العرب، بغداد كلها تتحول الى خشبة مسرح لتستقبل اعمالكم وافكاركم، فالمسرح الجاد صانع ماهر للوعي والحياة، فأهلا بالفنانين العرب في مهرجان الهيئة العربية للمسرح في بغداد السلام والابداع".
 
ووصف الباحث والمخرج المسرحي العراقي بشار طعمة الافتتاح بـ"الناجح للغاية". وقال لشبكة رووداو الاعلامية من قاعة العرض ان "الافتتاح الفني استهلّ بعرض دراما راقصة، حملت عنوان (مقامات الحب والسلام)، فكرة ضياء الدين سامي واخراج ماجد درندش، شارك فيها ما يقرب من 90 فناناً عراقياً، وبإشراف نقابة الفنانين"، مشيرا الى "مشاركة 600 فنان مسرحي عربي في فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان المسرح العربي في بغداد، التي سوف تستمر من 10 إلى 18 كانون الثاني".
 
واضاف الباحث والمخرج المسرحي بشار طعمة قائلا: "ستكون هذه الدورة الأكبر والأضخم عدداً وفعاليات على مدار الساعة لتسعة أيام، وهي الدورة الاكبر في تاريخ المهرجان".
 
منهاج الافتتاح تضمن كلمة وزير الثقافة، أحمد فكاك البدراني، التي جاء فيها أن "انطلاق المهرجان خطوة رائعة لصناع الحياة على خشبة المسرح الخشبة توصل رسالتهم بكل معانيها من خلال الحركة والكلمة والإيماء والصوت والصورة، مضيفاً: "منذ أن أنشأ الإغريق المسرح وهو جسر رائع لإيصال الرسائل المعبرة بكل تفاصيل الحياة، إلى الأجيال، وأروع القصص وأفضل الكتاب وأسماء تبقى لامعة ما دامت الحياة مستمرة، وكثيرة هي الأسماء ومن تغنوا به على الخشبة".
 
وقال رئيس الهيئة العربية للمسرح، اسماعيل عبد الله، في كلمته:" نتقدم بالشكر لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني على توجيهاته بإعادة إحياء لمهرجان، والشكر أيضا لوزير الثقافة أحمد البدراني الذي حرص على مواكبة كل تفاصيل تحضيرات المهرجان على مدار 10 أشهر". مضيفا :"نحن مسرحيون نبتدع حلمنا من قلب جراحنا ونحن الكلمة حين يبتلع الخوف الألسن وتسكن الأصوات".واكد  ان: "المسرح مشعلنا حين يدلهم الظلام ينير لنا الطريق، وهو موعدنا السنوي الذي أصبح مرتكزاً مهماً لتحقيق شعارنا الدائم (نحو مسرح عربي جديد ومتجدد)".
 
والقت الفنانة اللبنانية نضال الأشقر رسالة اليوم العربي للمسرح، التي كتبتها بنفسها، وجاء فيها: "كيف لنا نحن المبدعين أن نشاهد المجازر والأطفال والقتلى، والعائلات المدمرة والبيوت التي سطحت على الأرض في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا وليبيا والسودان، وألا نعبر بأعمال مسرحية، وعلى مدى قرن كامل، عما كنا شهوداً عليه. ألسنا نحن مؤرخين من نوع آخر؟ ألسنا نحن مشاهدين ومسجلين للحاضر؟ ألسنا نحن ناقلي التراجيديا الإنسانية على المسرح، كي تصل إلى قلوب الناس وعقولهم؟ ألسنا نحن من ينتزع الأقنعة عن كل وجه مزيف، وعن كل قضية فاسدة؟"، مضيفة: "اليوم نحن في العراق، في بلاد ما بين النهرين، حيث كانت بابل وسومر وأكاد، وكانت نصوص الاحتفالات والصلوات والأعياد، كأنها مسرح كبير. وكان جلجامش وإنكيدو، وكان أيضاً النص الحواري الأول الذي وصلنا، وهو النص البابلي: (السيد والعبد)، ثم كان الإغريق حيث انطلق المسرح وانطلقت معه الديمقراطية أو حيث كانت الديمقراطية وانطلق منها المسرح. ولم يتوقف هذا الفن الجماعي الإنساني إلى يومنا هذا، بكل حلله التي تتماشى مع مختلف بلدان العالم".
 
"مترو غزة" المسرحية التي افتتحت بها العروض المسرحية على مسرح الرشيد، نص خولة ابراهيم وإعداد محمد ابو سل واخراج هيرفي لوشيمول، تمثيل مسرح الحرية في مخيم جنين. وياتي اختيار هذه المسرحية وندوة خاصة بعنوان المسرح والمقاومة الثقافية في فلسطين" تضامنا مع الشعب الفلسطيني في غزة.
 
الباحث المسرحي بشار طعمة قال: "سيشارك في الدورة الـ 14 لمهرجان المسرح العربي  20 عرضاً مسرحياً، تأهلت للمهرجان، منها 13 تتنافس على جائزة سلطان القاسمي، وهناك 7 عروض موازية، غير مشاركة في المسابقة"، مضيفا انه "من ابرز العروض المسرحية المشاركة في هذه الدورة من مهرجان الهيئة العربية للمسرح،  مسرحية "ثورة" من الجزائر للمخرج عبدالقادر جريو، فيما يحضر المغرب بثلاثة عروض هي "كلام" لمخرجه بوسلهام الضعيف، و"إكستازيا" لمخرجه ياسين إحجام، و"تكنزا قصة تودة" لمخرجه أمين ناسور، ومن الأردن يحضر عرضان هما "فريمولوجيا" لمخرجه الحاكم مسعود، و"إنتغوني" لمخرجه حكيم حرب"، مشيرا الى "مشاركة كل من جيبوتي والصومال وجزر القمر للمرة الأولى في دورة هذا العام عبر ندوات نقدية ومداخلات تحليلية".
 
العراق البلد المستضيف حصل على حصة الأسد من بين المشاركين والمكرمين، إذ يحضر بخمسة عروض هي "بيت أبوعبدالله" لمخرجه أنس عبدالصمد، و"حياة سعيدة" لمخرجه كاظم نصار، ، و"صفصاف" لمخرجه علي عبدالنبي الزيدي، و"ترنيمة الانتظار" لمخرجه علي حبيب، و"جنون الحمائم" لمخرجته عواطف نعيم، عرض موازي غير مشارك في المسابقة.
 
 وكرم المهرجان خلال حفل الافتتاح 23 مسرحياً عراقياً من اجيال مختلفة.
 
وتسهم الإمارات في دورة هذا العام بعرضين هما "زغنبوت" لمخرجه محمد العامري، و"الجلاد" لمخرجته إلهام محمد، ومن سلطنة عمان يحضر عرض "سدرة الشيخ" لمخرجه عماد الشنفري، واعتذرت الكويت عن تقديم عرض "صمت" لمخرجه سليمان البسام، لأسباب طارئة تمثلت بمشاركة 3 عناصر فنية فرنسية، حيث أصرَّت السُّلطات الفرنسية على عدم السماح لمواطنيها بالسفر إلى العراق (في هذه الفترة لأسباب أمنية)، وتشارك مصر بعرض "البؤساء" لمخرجه محمود حسن حجاج. بينما تشارك تونس بعرضين هما: "غداً وهناك" لمخرجه نعمان حمدي، و"حلمت بك البارحة" لمخرجيه لبنى مليكة وإبراهيم جمعة.
 
وتغيب عن دورة هذا العام لأسباب لم توضحها إدارة المهرجان كل من سوريا ولبنان والسعودية والبحرين وقطر وليبيا، فيما أعربت الهيئة العربية للمسرح عبر أمينها العام الكاتب إسماعيل عبدالله عن أسفها لتعذر مشاركة العرض السوداني "آيس دريم" لمؤلفه ومخرجه وليد عمر بابكر محمد الألفي، لأسباب تتعلق بظروف الشتات التي يعيشها فريق العرض.
 
 وتشكلت لجنة تحكيم عروض المسابقة الرسمية للمهرجان برئاسة الفنان أيمن زيدان (سوريا) وعضوية كل من سامح مهران (مصر) وحسام أبو عيشة (فلسطين) وعلي الفلاح (ليبيا) وهشام زين الدين (لبنان).
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب