مثقفون عراقيون يعترضون على تعيين "سكرتيرة الوزير" مديراً عاماً لدائرة الفنون

08-04-2024
معد فياض
الكلمات الدالة وزارة الثقافة العراقية
A+ A-
رووداو ديجيتال

أثار قيام وزير الثقافة والسياحة والآثار، في الحكومة الاتحادية، أحمد الفكاك البدراني، سكرتيرته بمنصب مدير عام دائرة الفنون التشكيلية اعتراض واحتجاج عدد من الفنانين والكتاب والاعلاميين، مما حدى بهم الى رفع رسالة اعتراض الى رئيس الحكومة محمد شياع السوداني.
 
وحسب معلومات موثوقة حصلت عليها شبكة رووداو اليوم الاثنين، 8 نيسان 2024، فان وزير الثقافة العراقي، البدراني، اصدر اليوم قرارا بتعيين سكرتيرته، نجوان فارس، مديرا عاما لدائرة الفنون التشكيلية وكالة.
 
وطالب الموقعون على رسالة الاعتراض الموجهة الى السوداني ووزير الثقافة، البدراني، والى القوى السياسية العراقية:" بإلغاء تكليف السكرتيرة، نجوان الفارس، بمنصب مدير عام دائرة الفنون التشكيلية وكالةً، محذرين من خطورة هذا المنصب، وعلاقته المباشرة بالإرث التشكيلي العراقي، وإصدار الموافقات على إخراج تلك الكنوز إلى خارج العراق".
 
وجاء في الرسالة التي وقع عليها حتى الآن 62 فنانا وكاتبا واعلاميا :" إن تكليف نجوان فارس بهذا المنصب الحساس، جاء بناءً على عملها سكرتيرةً للوزير"، وطالب المعترضون بإبعاد مناصب وزارة الثقافة عن معادلات المحاصصة".
 
وقال الموقعون في نص رسالتهم الى رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني:"نحنُ مجموعة من المثقّفين العراقيين بمُختلف مناطق عملهم، من أدب وفنّ تشكيليّ وصحافة وغير ذلك، فوجِئنا اليوم بتولّي السيّدة المُحترمة (نجوان فارس عبد الله) منصبَ مدير عام دائرة الفنون التشكيلية وكالةً، وأثار هذا الأمر استغرابنا." مضيفين:"إنَّ وزارة الثقافة هي وزارة ذات دلالة رمزية، وهي متّصلة بصورتنا ورأسمالنا الثقافيّ أمام الأوساط الثقافيّة العربيّة منها والعالميّة، وتعيينُ السيدة المحترمة، في هذا المكان هو استهانة بالفنّ التشكيليّ العراقيّ، الأقدم في الكرة الأرضيّة بين الحضارات، إذ أن السيّدة المذكورة آنفاً ليس لها علاقة بهذا الأمر لا من قريبٍ ولا من بعيد، وإن تماسّها مع الفنّ العراقي هو كونها السكرتيرة الشخصيّة لوزير الثقافة الحالي والأسبق".
 
وقالت الرسالة:"إننا نسجّلُ اعتراضنا على هذه التفصيلة، وإن التهمت المحاصصة التوافقية الدولة العراقية، وتحاول كلّ حكومة أن تتخلّص من شيءٍ من تبعاتها، فبالأقل ترك وزارة الثقافة خارج هذه المعادلة، خصوصاً وأن دائرةً مهمّة مثل هذه، مسؤولة عن مهمّتين خطرتين في وقتٍ واحد: الأول حفظ ما تبقّى من ذاكرة التشكيل العراقي التي نُهبت عام 2003، من أعمال مُتحفية، والثانية الموافقة على إخراج هذا العمل أو ذاك خارج العراق، فإن هذه الدائرة يجب أن يرأسها مختصّ أو مختصّة، له أو لها باعٌ كبير في فهم الفنّ العراقي، وتمظهراته، وكنوزه، وليس إلى مجرّد مدير عام يستخدمُ القلمَ الأخضر..نسجّل اعتراضنا، ونطالبُ، حرصاً على دلالة هذه الدائرة ومهامّها، بتشكيل لجنة يتمّ على أساسها اختيار اسم مناسب لهذا المكان".
 
فاخر محمد: لا علاقة لها بالفن التشكيلي

 

الفنان التشكيلي الاكاديمي فاخر محمد، المدير العام السابق لدائرة الفنون التشكيلية، قال لشبكة رووداو اليوم :" اقر ان الزميلة  نجوان فارس كانت سكرتيرة الوزير السابق، حسن ناظم، ثم استمرت في عملها كسكرتيرة مع احمد الفكاك، الوزير الحالي، ولا غبار على  عملها كإدارية ولكن لا علاقة لها بالفنون التشكيلية وقيادة دائرة مهمة مثل الفنون التشكيلية واقترح توجيه السؤال للوزير عن قناعته بإمكانيات نجوى فارس للعمل في هذا المنصب".
 
واضاف محمد قائلا:" ان دائرة الفنون التشكيلية بحاجة الى فنان تشكيلي يتمتع بمعارف وثقافة تشكيلية وادارية وعلاقات مع الفنانين التشكيليين العراقيين والعرب ومطلع على الحركات التشكيلية والفنانين في العالم  وله منجزات ابداعية، وهناك الكثير من الزملاء الذين يتمتعون بإمكانيات تؤهلهم لقيادة دائرة الفنون التشكيلية".منبها الى ان :"الموضوع مرتبط بالوضع السياسي العام القائم على المحاصصة والاختيارات التي تكاد تكون في الغالب شخصية ومن المؤكد تصل الامور الى هذه النتائج". 
 
واوضح المدير العام السابق لدائرة الفنون التشكيلية، الفنان فاخر محمد:" انا اقول هذا الكلام انطلاقا من تجربة عملية، ولست طامحا للمنصب ثانية فانا فنان وانجازاتي الابداعية اكبر من المنصب بكثير، لكني في ذات الوقت حريص على هذه الدائرة وان مسؤولية مدير عام دائرة الفنون التشكيلية ليست سهلة و فيها تبعات كثيرة ". مؤكدا انه:"منذ عام 2003 حتى اليوم وهذه الدائرة عرجاء والسبب الرئيسي شحة التخصيصات المالية ..وايضا منذ 2003 لم يكلف، حتى مجيئي للدائرة، اي شخص مختص بالفن التشكيلي ولهذا تلكأت..والحكومة ووزارة الثقافة تقع عليها مسؤوليات كبيرة لكن كل الحكومات التي جاءت بعد تغيير النظام السابق لم تهتم بالثقافة وهي ليست مرغوبة  كون مخصصاتها بسيطة وهي ليست مثل وزارة الكهرباء او الدفاع او التجارة، لان الدولة اساسا غير معنية بالثقافة ولا تعتقد ان الثقافة تشكل اهمية اساسية لبناء الانسان العراقي ..الدولة لا تقوم فقط اعتمادا على السلاح والتحزب بل من خلال بناء الانسان، وعلى السياسيين ان يتعضوا من تجربة العراق قبل 2003 حيث كانت الدولة مسلحة معتمدة على الجيش وأجهزة الامن والمخابرات والجيش الشعبي وكلها سقطت خلال اسبوعين، لهذا اقول ان علينا ان نسعى بجد لبناء الانسان من خلال الفن والثقافة لأنه اساس بقاء الدولة".
 
حيدر الطاهر: دائرة مهملة 
 

الفنان التشكيلي(خزاف) الاكاديمي حيدر الطاهر قال ان:"دائرة الفنون التشكيلية مهملة وبلا عمل ومعارضها فقيرة". مشيرا الى ان :"هذه الدائرة تقيم معارض سريعة في المناسبات، وخلال هذا العام اقامت معرضين تشكيليين غير مؤثرين في الحركة التشكيلية ثم وزعوا على الفنانين شهادات شكر عبارة عن ورق كارتون مطبوع عليها عبارات التقدير، وكان الاولى بهم اقتناء اعمال الفنانين لدعمهم لتبقى ضمن مقتنيات الدائرة كما اقتنت الوزارة في السابق اعمال الفنانين الرواد التي كانت معروضة في متحف الرواد قبل ان تتم سرقة غالبيتها في 2003".
 
واعتبر الطاهر:" تكليف سكرتيرة الوزير مديرا عاما لدائرة الفنون التشكيلية تعبيرا عن عدم اهتمام الوزير بأهمية هذه الدائرة وبالفن التشكيلي العراقي المميز عربيا وعالميا، بل هذ خطوة للإساءة للفن، مع احترامي للسيدة السكرتيرة، وهذا ليس ذنبها، وماذا ستفعل او تقدم للفن التشكيلي العراقي". منبها بقوله:"حتى لو يأتون بالشخص المناسب فكيف سيعمل في بيئة غير مناسبة ..منذ 2003 لم يات وزير له علاقة بالثقافة والفنون فكيف يضعون شخص مناسب في دائرة الفنون".
 
 وقال الفنان حيدر الطاهر:"من سخرية نشاطات وزارة الثقافة انهم يقيمون مهرجان للسينما وينفقون عليه المليارات ويدعون شخصيات من الخارج وليس ببغداد او العراق كله صالات للعرض السينمائي او ليس عندنا نتاج سينمائي ..هذه نكتة".موضحا ان:"غالبية الفنانين التشكيليين لا علاقة لهم بدائرة الفنون التشكيلية ولا يصلون اليها لان الدخول الى بنايتها صعب ومعقد وكأننا ندخل دائرة امنية..انا شخصيا لا اشارك بمعارضها لان اعمالي اما تُفقد او تتحطم لعدم اهتمامهم بها، وهذا يحصل مع زملائي ايضا".
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب