عبر مبدعون عراقيون، عرب وكورد، في مجالات مختلفة: الفن التشكيلي، المسرح والدراما، الشعر،الكتابة والسينما، عن تفاؤلهم بالعام الجديد 2024، وتحقيق مشاريعهم الفنية خلال هذا العام.
وكشف المبدعون في احاديث منفردة لشبكة رووداو، اليوم الثالث من كانون الثاني 2024، عن انشغالاتهم والسعي الى تحقيقها.
علي المندلاوي: مشروع لن ينتهي
الفنان التشكيلي والكاتب علي المندلاوي تفائل بن ينجز مشروعه الفني المتعثر منذ عام 1998، وقال:"مازلت امل باكمال لوحات مشروعي الفني (باب الطفولة) ، لاعلن عن ولادته ككتاب مذكرات ومعرض، وخطواتي متعثرة في هذا المجال"، موضحا بقوله:" بدات بهذا المشروع في عام 1998 في هولندا حيث انجزت اللوحة الاولى بالالوان المائية بحجم 100 X 70 سم، وشاركت بها في معرض الى جانب 27 فنان هولندي واحرزت احدى الجوائز الثلاث الاولى بدون ان اعلم بانها كانت مسابقة".
وعن اسباب تعثر انجاز هذا المشروع، قال المندلاوي:" هناك اسباب عديدة ساهمت وقتذاك بهذا التعثر منها انشغالي بانجاز اساليب رسم اخرى عرفت بها ولوحات حرة.. ولوحات بورتريه كاريكاتير والمشاركة، متطوعا، في مهرجانات لدعم الاطفال في أقليم كوردستان ، ثم الانتقال من هولندا للاستقرار في لندن، حيث انجزت رسم عدة لوحات اخرى من المشروع، اضافة الى استمراري في العمل الصحفي وتنظيم المعارض، واقامة اول معرض شخصي لي في العاصمة البريطانية". مضيفا:" ثم عدت الى العراق مع ثمانية لوحات منجزة من مشروع(بوابة الطفولة) المتعثر، خلالها اضفت لوحة تاسعة، ثم الجري بين بغداد واربيل، والانشغال بالبورتريه الكاريكاتيري لصحف ومجلات المدينتين".
ويستطرد الفنان التشكيلي والكاتب علي المندلاوي بقوله:" بعد اكثر من عشرين عام انشغل في هجرة ثانية من العراق الى هولندا والاستغراق بتنفيذ لوحات اخرى".كاشفا عن انه طوى مرحلة وصفحة البورتريه كاريكاتير الذي استغرق منه سنوات طويلة حتى تحول هذا الاسلوب الى مدرسة اتبعها العديد من فناني الكاريكاتير، وقال:" لم ارسم بورتريه كاريكاتير منذ عامين ونصف، وارى اني قدمت كل ما لدي في هذا المجال، امل ان اعرض كل منجزي في هذا المجال واعمالي في الاساليب التشكيلية الاخرى في معرض استعادي شامل".
ويوضح المندلاوي عما ينجزه حاليا وللمستقبل، قائلا:" انجزت تخطيطات وافكار كثيرة لمشروع معرض تشكيلي حر ببعدين وثلاثة ابعاد، وسيكون موضوعه الهجرة، ولدي افكار لمعرض اخر بثلاثة ابعاد وموضوع مبتكر، كما تلقيت دعوات اولية لاكون عضوا في لجان تحكيم عدة، وننتظر بقية ايام العام وسنرى".
عارف الساعدي: احياء بغداد التاريخية
تتداخل عند عارف الساعدي مشاريعه الشخصية كشاعر والوظيفية باعتباره مدير عام دائرة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة الاتحادية، يقول:"على المستوى الشخصي فإن بيت الشعر في الشارقة احتفى بي مطلع هذه السنة بوصفي الشخصية العربية المكرمة في مهرجان الشارقة للشعر العربي وقد طبعوا لي ديوانا شعريا عبارة عن مختارات شعرية، حيث يبقى الشعر هو الهاجس الاساس في حياتنا". منبها الى :" فضلا عن مشاركتي عضوا محكما في برنامج المعلقة الذي يبث على قناة mbc وهو اكبر برنامج شعري عربي".
ويضيف قائلاً: "على المستوى المهني، في دائرة الشؤون الثقافية، فلدينا خطة لعام 2024 خارج خطتنا الطباعية واصدار الكتب الروتينية وذلك عن طريق مبادرة السيد رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، لدعم طباعة الكتاب وقد علمنا خطة للنهوض بالأعمال الكاملة لرواد الثقافة العراقية وحفظ نتاجاتهم الثقافية والابداعية "، موضحا: "اما المشروع الاخر فهو الاشراف والمتابعة لتأهيل بغداد التاريخية حيث طرحنا تلك الفكرة وحظيت بقبول رئيس الوزراء وباشرت الشركات بالعمل لتاهيل بغداد القديمة المجاورة لشارع المتنبي مرورا بالقشلة وبقية المعالم التاريخية القديمة".
آلاء نجم: تطوير الدراما
الممثلة المسرحية والسينمائية المعروفة آلاء نجم، أوضحت قائلة:" انا بصورة عامة متفائلة بحياتي الشخصية والمهنية، ومع مجيء كل عام جديد اتفائل بتحقيق العديد من الاعمال الفنية وان يكون وضع العراق افضل، بالرغم من خيبات الامل الكثيرة التي مررنا بها". وتحدثت عن مشاغلها الراهنة قائلة:"على المستوى الشخصي فاني اخوض حاليا غمار الدراسات العليا للحصول على شهادة الدكتوراة في مجال المسرح، وهذا الموضوع مهم بالنسبة لي لزيادة معرفتي الثقافية في المجال الذي درسته واعمل فيه وليس من اجل اللقب، ذلك ان لقب الدكتوراة، او الماجستير الذي احمله هو لقب اكاديمي وليس اجتماعيا، وانا افضل توصيف الفنانة اكثر من اي لقب آخر". مضيفة:" كما اضع ضمن امنياتي الشخصية الاكثار من السفر لان السفر فيتامين الحياة والاطلاع على التجارب المسرحية والسينمائية والاساليب الحياتية، فانا اعتبر السفر ثقافة مضافة الى القراءة والبحث".
على المستوى الفني كشفت الفنانة آلاء نجم قائلة:"مشاريعي لهذا العام هي الانشغال بالاعمال الفنية التي اجد انها تستحق ان اشارك فيها فانا بطبعي انتقائية وابحث عن الاعمال الفنية التي تضيف للجمهور المزيد من الابداع والمتعة الجمالية وتزيد من رصيدي، سواء في المسرح او السينما او التلفزيون، فانا لا ابحث عن الكم بل عن الجوهر".
وتتفائل الفنانة آلاء نجم بان:" مستوى الدراما العراقية ستتطور هذا العام، بل انها بدأت ترتقي خلال السنوات الثلاث الاخيرة، وانا اراهن على جيل مبدع من الشباب سواء في التمثيل او الاخراج او النص او التقنيات الفنية، التصوير والصوت والاضاءة وادخال التكنولوجيا الرقمية في الانتاج وستاخذ الدراما العراقية مكانتها المرموقة عربيا". وتضيف: "ما سوف يسهم بتطوير الانتاج الدرامي والسينمائي والمسرحي هو الدعم الذي قدمه رئيس الوزراء والذي يقرب من عشرة مليارات دينار، حسب الانباء المتداولة، لنقابة الفنانين ودائرة السينما والمسرح، واتمنى ان يتم استثمار هذا الدعم بالاتجاه الصحيح بعيدا عن مجاملة هذا وذاك من المنتجين او الكتاب او الممثلين باعتبار ان هذا الممثل لم يشتغل منذ فترة طويلة او لدعم هذا الشاب لتحقيق احلامه، المؤسسات الفنية المحترفة ليست حقل تجارب لافكار غير مضمونة بل هي لانتاج اعمال راقية تخدم الفن والمجتمع في آن واحد".
وشددت بقولها على "المسؤولين، سواء في نقابة الفنانين او السينما والمسرح ان يسخروا هذه الاموال لخدمة الاعمال الرصينة للارتقاء بالسينما والمسرح والدراما العراقية".
محمد فتاح: معارض متعددة
الفنان التشكيلي الكوردي الاكاديمي محمد فتاح قال: "انا متفائل دائما وتفاؤلي كبير بالعام 2024، مع ان موضوع التفاؤل على المستوى العام مرتبط بالسياسة والاقتصاد". مشيرا الى مشاريعه الفنية القادمة: "عندي مشاركة في معرض تشكيلي عالمي في ماليزيا، بنيالة لانكاوي، في 23 فبراير القادم، وهناك معرض تشكيلي في بغداد مع الزملاء فاخر محمد وعقيل فريق وأحمد مزاحم، في شهر ابريل. اضافة الى اصدار كتابي الخاص عن انجازاتي في الفن التشكيلي، الرسم والتصميم والاغلفة ونشر جميع المقالات النقدية التي تناولت اعمالي اضافة الى مقالاتي ، باللغات الكوردية والعربية والانجليزية".
عبد الستار البيضاني: يبقى التفاؤل مطلوب
القاص والكاتب الروائي عبد الستار لبيضاني قال:"قد لا أكون متشائما إذا ما قلت ان العراق كله يسير على رمال متحركة بلا أفق واضح ، ما يجعل من الصعب جدا توقع ما تحمله لنا طيات العام 2024 ، خاصة في حكومة للأسف رمت كل ثقلها على الإعلام والترويج لنفسها اكثر من اهتمامها ببنى وركائز الدولة الحقيقية ، وخير دليل على ما أقول انتخابات مجالس المحافظات التي تاخر إعلان نتائجها النهائية وسط صمت إعلامي مريب وعلى عكس ماروج له إعلام الحكومة عن التوقيتات الدقيقة، لكن يبقى التفاؤل مطلوب كي نتمكن من العيش في هذا البلد الذي ليس لدينا وطنا غيره". مضيفا:"وارجو لاتزيد حركة هذه الرمال ما تشهده المنطقة من قلق تشم تحته احيانا دخان حروب قاسية، متمنيا ان يكون هذا وهم ناتج من التشاؤم".
ويكشف الكاتب البيضاني عن مشاريعه القادمة قائلا:"على الصعيد الشخصي آمل إكمال روايتي الجديدة التي كنت مخطط لها ان تنجز نهاية العام ٢٠٢٣ ، لكن ظروف اجتماعية قاهرة حالت دون ذلك، وهي رواية أردت من خلالها استكمال وتعميق الأفكار التي طرحتها في روايتي الأخيرة ( دفوف رابعة العدوية) ، ولكن باجواء و مناخات مختلفة".
منى سعيد: محكومون بالامل
الكاتبة منى سعيد تؤكد باننا:"محكومون بالأمل ، والعام الجديد سيختلف لا محالة عن الذي مضى إذ لا يمكن أن يتشابه نزول النهر لمرتين لأن المياه قد جرت وستجري بالجديد الذي سيخلف طمأ رخواً بضاً يمكن أن يصوغ تجاربنا القادمة". مضيفة:" أأمل في هذا العام إنجاز روايتي التي تأخرت طويلا بقصد مني لأني وجدتها تجربة صعبة ومغامرة جديدة أتمنى صياغتها بشكل أمثل.. وأتمنى مواصلة هوايتي في السفر وسأزور حتما أصدقائي وصديقاتي في البلد الذي عشت فيه نحو عشرين عاما بعيدا عن العراق. و سأواصل رحلاتي المكوكية بين بيتيَّ في بغداد وأربيل إذ لا يمكنني الابتعاد عن أي منهما خصوصا وقد تشكلت لي دائرة معارف وأصدقاء جدد في أفليم كوردستان .وقبل هذا وذاك أتمنى أن نشهد عام سلام وأمان في العراق والعالم أجمع، وأن تنتهي مشاهد القتل والترويع في غزة والأراضي المحتلة .. أخيرا أتمنى أن تكلل جهود حفيدتي بالنجاح في دراستها بالصف السادس الإعدادي الذي يشكل عقدة لدى الجميع".
ايمان خضير: افلام وثائقية وروائية
المخرجة السينمائية ايمان خضير تفصح عما في جعبتها: "الكثير من المشاريع السينمائية التي خططت لها ونفذت جزءا من بعضها وهي مؤجلة بسبب عدم وجود الدعم المالي المطلوب". تقول:"السينما تحتاج الى انتاج ودعم من مؤسسات او من الدولة..عندي فيلم روائي طويل عن الموصل في ظل سيطرة تنظيم داعش الارهابي، وقد امضيت وقتا طويلا في الموصل وعايشت العوائل هناك ووضعت البحوث الازمة وانتقلت كثيرا بين بغداد والموصل لاستكمال البحوث والتحضيرات لهذا الفيلم المهم لاني اعتقد ان اغلب الافلام التي انتجت عن داعش كانت سياحية ولم تتناول الكثير من التفاصيل المعمقة". مضيفة:" اما الفيلم الثاني فهو وثائقي مهم عن الفنان العراقي الكبير جواد سليم صاحب نصب الحرية الذي يعتبر اكبر نصب نحتي في العالم، حسب المعماري رفعت الجادرجي". موضحة بقولها:" لقد صورت الكثير من المشاهد في لندن ومدرسة الفنون التي درس فيها جواد سليم ، وكذلك في فينيسيا بايطاليا التي عاش فترة من الزمن فيها والشارع الذي كان مقيما به، وايضا ببغداد".
تضيف المخرجة السينمائية ايمان خضير قائلة: "اعتبر هذا الفيلم مهم جدا لانه ليس هناك اي توثيق سينمائي لحياة هذا الفنان العراقي المعروف عالميا، حيث اسلط فيه الاضواء على حياته الفنية والاجتماعية والمصاعب الحياتية التي واجهته وكذلك انجازه لاهم نصب نحتي (الحرية) الذي ايضا لم تتناوله السينما الوثائقية الجادة للاسف وانما هناك برامج في الفضائيات وهي ليست معمقة..لم يجر اي توثيق للنصب في العراق". وعن مصاعب انجاز فيلم جواد سليم الذي يهم تاريخ العراق الحضاري المعاصر، أوضحت:"طلبت دعم من دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة وقد وافقت اللجنة المختصة واوصت بانتاجه لكن مدير عام الدائرة، السابق، وافق على صرف مبلغ زهيد لانتاج الفيلم ولا يكفي على الاطلاق لانجازه باعتبار ان القوانين تقيده وهذا غير صحيح".
وتمنت المخرجة ايمان خضير بان:"يتم هذا العام دعم الانتاج السينمائي لا سيما وان رئيس الوزراء دعم الانتاج الفني لنقابة الفنانين باربعة مليارات دينار..للاسف الانتاج السينمائي غير مدعوم في العراق..اتمنى ان تذهب هذه المخصصات لدعم مشاريع ثقافية حقيقية".
جودت هوشيار: بين التاليف والترجمة
الكاتب والمترجم الكوردي جودت هوشيار افصح قائلا:" أنا في العادة لا أكتب إلا ما يشغل فكري في اللحظة الراهنة . وهذا أمر من الصعب برمجته ، إن لم يكن مستحيلاً"، معتبرا مفردة المشاريع: "تخيفني، لأنّها توحي وكأنّ الكاتب آلة تعمل وفق برنامج معين. وفي الأوقات التي لا أنشغل فيها بفكرة معينة أترجم بعض الأعمال الأدبية الروسية وخاصة الكلاسيكية منها". وأوضح الكاتب جودت هوشيار قائلا:"عموما فإنني أكتب أكثر ممّا أترجم. ولا أترجم إلّا ما يروقني جدًا، وأستمتع بقراءته وترجمته، وأريد أن يشاركني القارئ الاستمتاع بتلك الأعمال". كاشفا عن ما يشغله راهنا بقوله: "أنا مشغول الآن بترجمة رواية روسية كتبت في العصر الفضي للأدب الروسي (الربع الأوّل من القرن العشرين)، وقال عنها الشاعر الروسي – الأميركي جوزيف برودسكي (الحاصل على جائزة نوبل في الأدب لعام 1987 )بأنّها أفضل رواية روسية في القرن العشرين، وتتناول الأحداث العاصفة التي مرّت بها روسيا عقب الانقلاب البلشفي عام 1917".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً