رووداو ديجيتال
رأى وزير النفط العراقي الأسبق إبراهيم بحر العلوم، أن البلاد تفتقد إلى التوافق حول سياسة وطنية بما يخص النفط، مشيرا إلى العراق هو البلد الوحيد في العالم وربما في المنطقة الذي لا يمتلك شركة نفطية.
جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر العراق للطاقة الذي بدأ فعاليته في بغداد، اليوم الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، برعاية إعلامية من شبكة رووداو الإعلامية.
وقال بحر العلوم، إن "الزيادة النفطية الحالية ليست بمستوى الطموح، وكذلك فيما يخص استثمار الغاز المصاحب"، لافتاً إلى أن "هناك تلكؤاً في إدارة الثروة النفطية وهذا بسبب افتقار القطاع النفطي إلى قوانين وتشريعات".
استقلالية شركة النفط
وأضاف أن "هذا التلكؤ يدعو لاستحضار مشروع النفط الوطنية، وأن فلسفة وزارة النفط تتمثل برسم السياسات والتنظيم والإشراف والرقابة، أما التنفيذ يقع على عاتق شركة النفط الوطنية لو افترضنا في الصناعة الاستخراجية"، مشدداً على أن "الشركة يجب أن تمتلك الاستقلالية".
وأشار إبراهيم بحر العلوم إلى أن "البلاد تفتقد للتوافق حول سياسة وطنية بما يخص النفط، وأن القطاع النفط لا يمكن أن يستقيم ما لم يكن هناك قانون يحكم مسيرته في القطاعات".
ولفت إلى أن "العراق هو البلد الوحيد في العالم وربما في المنطقة الذي لا يمتلك شركة نفطية، ولاتزال الأمور تحكم بشكل مركزي من قبل وزارة النفط"، مبيناً أن "أكثر من مليوني برميل نفط عراقي تتجه إلى الأسواق الآسيوية".
وزير النفط العراقي الأسبق، أردف أن "هناك ثلاثة لاعبين أساسيين في سوق النفط، هم السعودية، روسيا، أميركا، لكن المنافسة التي أخلت في المعادلة هو النفط الصخري وتجاوزه في نهاية ولاية ترمب الثانية إلى 17 مليوناً".
زيادة إنتاج النفط الصخري
وأستطرد أن "سياسات ترمب واضحة وتدفع بزيادة إنتاج النفط الصخري وستمارس ضغوط سياسية على السعودية لتخفيض الأسعار وزيادة الإنتاج"، مشيراً إلى أنه "ستمارس ضغوط على روسيا من أجل إخضاعها لإيقاف الحرب أو من أجل عدم إمكانيتها من توفير التغطية المالية لاستمرار الحرب".
وبيّن أن "ما حدث في 2020 يعتبر انتكاسة سببه خلاف روسي - سعودي أغرق السوق في النفط، ونحن دفعنا ثمنه ولولا تدخل أميركا لما عادت الأمور إلى مسارها".
وعبّر بحر العلوم، عن خشيته من "زيادة الضغوط السياسية على السعودية"، لافتاً إلى أنه "من خلال التجربة رأينا أنها خلال الولاية الأولى لترمب ومن ثم بايدن تستجيب لتلك الضغوطات الأميركية نتيجة التحالف".
بدوره، صرح وزير النفط العراقي الأسبق عبد الجبار لعيبي، خلال الجلسة، أن العراق يمتلك 520 رقعة جيولوجية، غير أن المستغلة منها 73 رقعة فقط، مشدداً على أن البلاد بحاجة لإعادة النظر في يخص الإدارة النفطية.
73 رقعة مستغلة فقط
وقال لعيبي إنه "وحتى الآن في البلاد لدينا 520 رقعة جيولوجية نفطية ولكن حتى الآن الرقع المستغلة هي 73 رقعة"، مشيراً إلى أن "هذا يعني أن البلد يمتلك طاقة نفطية كبيرة".
وبيّن أن المحددات التي تفرضها منظمة (أوبك) يمكن معالجتها على "اعتبار البلد بلدنا ونحن أحرار به"، مردفاً أنه "خلال السنوات الـ 10 الأخيرة حدثت تغيرات في وضعية الطاقة. أولاً الطاقة المتجددة والشمسية والنووية وإلى أخره".
تكرير النفط قبل بيعه
واستطرد في الحديث، قائلاً: "الآن السعودية خطتها بالوصول إلى 2030 يجب أن يكون 70% من النفط يذهب إلى منتجات أخرى، و30% للتصدير، والبعض يقول إن هذه النسبة كبيرة ويجب أن نجعلها 20% للتصدير، البرميل الواحد في حال تم بيعه في الوقت الحاضر بـ 70 دولاراً لكن مع تكريره سيباع بثلاثة أضعاف أو ضعفين ونصف، بالتالي أين العراق من هذه المجابهة؟".
ولفت إلى أن البلاد منشغلة بـ "ارتفاع وهبوط أسعار النفط، وكذلك الإنتاج منذ الخمسينات نعمل على الحفر واستخراج النفط من دون ستراتيجية"، مؤكداً أن "هذه الصناعة تحتاج إلى مراجعة تامة من الحكومة ومجلس النواب ومن قبل المختصين لإدارة هذا الملف الكبير غير السهل، الذي يحتاج إلى تخطيط وصناعة، في وقت لازلنا ندور في حلقة وزارة النفط".
لعيبي أردف أنه "دخلنا عام 2025 ولازلنا في ذات الوضع من البيروقراطية والإدارة والكفاءات وغيرها"، مشدداً على أن "القصة لا تتعلق بكمية الإنتاج وإنما كيفية إدارتها وسط تحديات كبيرة، وحتى الآن ليس لدينا أفق عن كيفية تسويق منتجاتنا، كما ليس لدينا مصفى واحد".
ستراتيجية تمتد الى 2050
في السياق، تحدث مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون اقتصاد النفط، فلاح العامري، مؤكداً أن العراق بحاجة إلى وضع ستراتيجية متنوعة طويلة تمتد لعام 2050 لتسويق النفط، مشيراً إلى أن انتاج العراق النفطي في تناقص منذ دخوله أوبك عام 2016.
وقال فلاح العامري إن "العراق بحاجة للتنوع الاقتصادي بشكل فعلي وإلا سيكون وضعنا صعباً أمام أي أزمة"، مشيراً إلى أن "السياسة التسويقية تحتاج إلى تعاون بين التسويق ووزارة النفط والحكومة، لأنها تتعامل مع دول وليس مع أسواق فقط".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً