رووداو ديجيتال
حذّرت مديرية زراعة محافظة بابل من ارتفاع نسبة الجفاف في الأراضي الزراعية في المحافظة، وتأثير ذلك على النخيل وانتاج التمور، مطالبة الحكومة بتوفير أساليب الري الحديثة للتغلب على الجفاف الشديد.
وكانت أعداد أشجار النخيل في العراق، وفق إحصائيات أجريت في سبعينيات القرن الماضي، تصل إلى حوالي 50 مليون نخلة، إلا أنّ الحروب والظروف الصعبة والحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي تسبب في تراجع العدد إلى حوالي 30 مليون نخلة بحسب إحصاء تقريبي أجري عام 2002، واستمر تناقص أعداد النخيل حتى وصل إلى 16 مليون نخلة فقط في عموم البلاد، وفق إحصاء عام 2014.
وقال مدير زراعة بابل ثامر عبد جاسم الخفاجي لشبكة رووداو الاعلامية انه "توجد في محافظة بابل نحو ثلاثة ملايين و250 الف نخلة"، محذرا من أنه "في حال يتوفر لها الري بالتنقيط ستموت".
بات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، البلد شبه الصحراوي، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 41 مليون نسمة، وحمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.
ولفت الخفاجي الى ان "النخلة لا تقاوم الجفاف أكثر من سنة أو سنتين"، مبيناً أن "هنالك اكثر من 90 صنفاً من التمور"، موضحاً أن "محافظة بابل أنتجت في السنة الماضية 220 الف طن من التمور، وأن الانتاج في السنة الحالية يوازي تقريباً انتاج السنة الماضية".
مدير زراعة محافظة بابل، شدد على ضرورة "توفير قنوات ري حديثة وري بالتنقيط لبساتين النخيل وكذلك العنب والحمضيات"، محذراً من أن "استمرار الجفاف بهذه الوتيرة يدفع بالفلاح الى ترك أرضه وهجرها".
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
يشار الى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، فيما حذّر وزير الزراعة العراقي، محمد الخفاجي، من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً