فلاحو مندلي يعوّلون على الأمطار بغياب الخطة الزراعية ودعم الحكومة

03-01-2024
مشتاق رمضان
الكلمات الدالة مندلي
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

يعوّل الفلاحون والمزارعون في ناحية مندلي، التابعة لمحافظة ديالى، شرقي العراق، على مياه الأمطار، في ظل النقص الحاد بباقي مصادر المياه وقطع ايران الانهار عن العراق.
 
وزارة الزراعة لم تضع خطة للفلاحين في ناحية مندلي، بسبب النقص الكبير في المياه هذه السنة، وبالتالي اضطرار الفلاحين الى الاعتماد على مياه الامطار او مياه بعض السيول القادمة من ايران أوقات الفيضانات.
 
مدير ناحية مندلي مازن الخزاعي، قال لشبكة رووداو الاعلامية ان "مياه الاسالة متوفرة للاستخدامات المنزلية في المدينة، وجزء من مياه السد يذهب الى البساتين وجزء آخر الى الاراضي الزراعية".
 
وأشار مازن الخزاعي الى أن "الفلاحين والمزارعين في القرى ينتظرون هطول الامطار أو هناك من لديه بئر ماء، لسقي أراضيهم"، مردفاً أن "الفلاحين يتفاءلون بسقوط الأمطار، وهم يرونها تجارة مع رب العالمين".
 
يبلغ عدد الابار المجازة في مندلي نحو 40 بئراً.
 
ونوّه مازن الخزاعي الى "عدوم وجود خطة زراعية بسبب غياب المياه، جراء الجفاف الذي يضرب البلاد بشكل عام مقارنة بالسنوات السابقة"، لافتاً الى أن "الفلاحين يضطرون الى شراء الوقود والبذور والمواد الكيمياوية على حسابهم، جراء غياب الخطة والدعم لهم".
 
يذكر أنه في تشرين الثاني الماضي، قال مدير ناحية مندلي مازن الخزاعي، لشبكة رووداو الاعلامية إن "مياه السيول التي جاءت من ايران الى مندلي كانت بمستويات طبيعية جداً، ولا توجد مشكلة في مركز المدينة او القرى التابعة لها"، موضحاً أن "موجة السيول تحت السيطرة، واستفاد اصحاب الاراضي الزراعية منها ممن يعتمدون على السقي من وادي حران ووادي نفطخانة".
 
ونوّه مازن الخزاعي، الى ان "مياه السيول كانت في قزانية بنسبة أكثر من متوسطة، ولم تحدث أضراراً في البنى التحتية، كما أنها عادت بالفائدة على الفلاحين"، واصفاً الوضع الزراعي في مندلي بأنه "جيد، رغم أن الخطة الزراعية المقبلة، والتي تتضمن زراعة الحنطة والشعير، لم تشمل عدداً كبيراً من الفلاحين، لذلك هم ينتظرون الامطار والسيول".
 
كانت بساتين المدينة تنتج أفخر أنواع التمور وأندرها وكان بها مليون ونصف نخلة، إلا أن السد الذي أنشأه شاه إيران في ثلاثينيات القرن الماضي على وادي نهر كنكير حرمها المياه الكافية، مما ألحق دماراً كبيراً بالنخيل وتسبب ذلك بهجرة غالبية أبناء المدينة حينذاك.
 
ايران سبق أن قامت ببناء سد شريف شاه على مياه كلال، لذلك انخفضت كميات السيول القادمة منها الى مندلي.
 
يشار الى أن مندلي، بالكوردية "مەندەلی - Mendelî‏" تتبع الى قضاء بلدروز في محافظة ديالى، وهي من ضمن المناطق المتنازع عليها في العراق، وتتكون من أربع محلات، قلعة بالي، بوياقي، السوق الصغير، السوق الكبير، وغالبية سكانها من الكورد، كما توجد فيها أسر عربية وتركمانية.
 
صدر مرسوم جمهوري بإنشاء قضاء بلدروز عام 1987 والتي ألحقت بها مندلي، وهي تقع على بعد 160 كم شمال شرق العاصمة العراقية بغداد.
 
بعد عام 1982 أصبحت مندلي الخط الأمامي في جبهة الحرب العراقية الإيرانية، مما أدى إلى نزوح أهلها منها إلى مدن أخرى مثل بلدروز وبعقوبة وبغداد، وتم تنزيلها من قضاء إلى ناحية بعد أن كانت من أولى الأقضية في العراق.
 
يشار الى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا في وقت سابق تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، فيما حذّرت وزارة الزراعة من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.
 
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
 
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب