معد فياض
كشف المصرفي ورجل الاعمال العراقي وديع الحنضل، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مصرف آشور الدولي للاستثمار – العراق، ان هناك "80 بالمائة من اموال العراقيين (الكاش) مخزونة في البيوت وخارج الجهاز المصرفي".. بالرغم من وجود "67 مصرفا موزعة بين مصارف تجارية واسلامية"، منبها الى ان "ضعف الثقة بين الجمهور والمصارف يعود الى تلكؤ المصارف المتعثرة في عدم التزامها بتعليمات البنك المركزي وعدم التزامها بواجباتها".
وقال الحنضل، رئيس رابطة المصارف العراقية الخاصة، في حوار مع شبكة رووداو الاعلامية ، اليوم الثلاثاء (2 أيار 2023)، ان "تاثير المصارف الخاصة على سعر صرف الدولار هبوطا وارتفاعا كبير لكونه المصدر الرئيسي المعتمد للبنك المركزي".
وأوضح الحنضل، رئيس مجلس إدارة شركة تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة (ICF-SME) ان "المصارف الخاصة تقوم بدور مهم في تمويل المشاريع الانتاجية الصناعية والزراعية والتجارية والاسكانية والخدمية"، مشيرا الى ان "الاستثمار في العراق مرتبط بظروف العراق السياسية والأمنية والاقتصادية التى عانى منها العراق منذ 2003 ولحد الان".
وفيما يلي نص الحوار:
رووداو: باعتباركم رئيس رابطة المصارف الاهلية في العراق، ورئيس مجلس إدارة بنك آشور، ما مدى تأثير المصارف الاهلية على سعر الدولار، ارتفاعا او هبوطا؟
وديع الحنضل: ان تاثير المصارف الخاصة على سعر صرف الدولار هبوطا وارتفاعا كبير لكونه المصدر الرئيسي المعتمد للبنك المركزي. وهي ملتزمة بدقة بتعليمات البنك المركزي التي يصدرها للسيطرة على سوق العملة الاجنبية والمحافظة على سعر مستهدف ومتوازن وبما يحقق احد اهداف السياسة النقدية.
رووداو: كم مصرف اهلي موجود في العراق؟
وديع الحنضل: يبلغ عدد المصارف الخاصة في العراق 67 مصرفا موزعة بين مصارف تجارية واسلامية وفروع لمصارف عربية واجنبية.
رووداو: باعتباركم رئيس مجلس إدارة الشركة العراقية لتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، هل ساهم مصرفكم بدعم الشباب لانشاء مشاريع صغيرة او كبيرة؟
وديع الحنضل: نعم لقد ساهمت شركة تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة بشكل واسع في دعم الشباب خصوصا بعد انطلاقتها الجديدة باعادة صدور تعليمات ومهام جديدة للشركة من البنك المركزي العراقي بان تتولى مباشرة تمويل المشاريع الصغرى و الصغيرة والمتوسطة وللشركة انجازات مهمة على مستوى دعم الشباب في الموصل وبغداد .
عدم الثقة بالمصارف
رووداو: المعروف عن العراقيين عدم ثقتهم بالتعاملات المصرفية، ما هو سبب ذلك باعتقادكم؟
وديع الحنضل: ان ضعف الثقة بين الجمهور والمصارف يعود الى تلكأ المصارف المتعثرة في عدم التزامها بتعليمات البنك المركزي وعدم التزامها بواجباتها الواردة بقانون المصارف 94 لسنة 2004 اضافة الى تعثرها بتسديد ودائع الزبائن مما ادى الى تعرض السوق المصرفي الى مخاطر السمعة وقد شخص البنك المركزي هذه المصارف المتعثرة ووضع وصايته على بعضها وحدد نشاطات البعض الاخر واتخذ اجراءات عديدة لتمتين العلاقة بين الجمهور والمصارف الرصينة العاملة الان وهي تشكل نسبة كبيرة من اجمالي المصارف وتم تعزيز ذلك باستحداث شركة ضمان الودائع والتي تطمئن الجمهور بان ودائعهم مضمونة في كل الظروف .
رووداو: باعتقادكم ما هي حجم الاموال(الكاش) الموجودة في العراق خارج المصارف، اي المخزونة في البيوت او غيرها؟
وديع الحنضل: يبلغ مجموع العملة المصدرة بحدود 93 تريليون دينار وان بحدود 80% منها مخزونة في البيوت وخارج الجهاز المصرفي.
رووداو: ما مدى الجهد الذي تبذله المصارف الاهلية بانعاش الاقتصاد العراقي، وانعاش الصناعة او الزراعة؟
وديع الحنضل: ان المصارف الخاصة تقوم بدور مهم في تمويل المشاريع الانتاجية الصناعية والزراعية والتجارية والاسكانية والخدمية من خلال مبادرة البنك المركزي بتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والتي خصص لها 18 تريليون دينار نفذ منها لغاية الفصل الاول من هذا العام 2023 بحدود 13٫5 تريليون دينار وبنسبة 75%.
الاستثمار في العراق
رووداو: لماذا لا يستنسخ العراق، او يستفيد من التجارب الناجحة في مجال الاستثمال مثلما دولة الامارات العربية، مثلا، في العمل المصرفي والاستثمارات؟
وديع الحنضل: ان الاستثمار في العراق مرتبط بظروف العراق السياسية والأمنية والاقتصادية التى عانى منها العراق منذ 2003 ولحد الان وخصوصا من التحديات والازمات المالية والاقتصادية والمالية وتأثيرات الركود الاقتصادي الذي مر به الاقتصاد العالمي اثناء جائحة كورونا وهبوط اسعار النفط والحرب الروسية الاوكرانية وتأثيرات ذلك على الاقتصاد العراقي غير المستقر اصلا لذلك فان ذلك كان من ابرز معوقات جذب الاستثمار بالرغم من صدور قانون الاستثمار 11لسنة 2006وتعديلاتة. وظروف البلد في مجال الاستثمار ليست مثل ظروف الامارات او الدول المستقرة اقتصاديا.
رووداو: هل تساعد قوانين الاستثمار العراقية على انعاش الاقتصاد العراقي؟
وديع الحنضل: الحكومة تدعم المصارف الحكومية على حساب المصارف الخاصة مما يتطلب منها منح المصارف الخاصة فرص متوازنة مع الفرص الممنوحة للمصارف الحكومية في مجالات الاستثمار يضاف الى ذلك الفساد الاداري والمالي الذي يشكل عائقا اساسيا في هجرة رؤوس الاموال العراقية الى الخارج.
تاخير الموازنة
رووداو: هل يؤثر تأخير اطلاق الموازنة العامة على العمل المصرفي في العراق؟
وديع الحنضل: ابد من الاشارة هنا الى اهمية الموازنة العامة في توزيع تخصيصاتها بنسبة متوازنة للمشاريع الاستثمارية بالمقارنة بالتخصيصات التشغيلية ونأمل ان تتضمن موازنة 2023 تخصيصات جيدة لدعم الاستثمار ولكن تأخير اقرار الموازنة سيؤدي الى عدم المباشرة وتأخير تنفيذ المشاريع المخططة من قبل الحكومة .
رووداو: هل تعتقدون ان اقليم كوردستان ما يزال مساحة واسعة للاستثمار؟
وديع الحنضل: بلا شك ان أربيل تتمتع بالاستقرار وتوفر البيئة الجاذبة للاستثمار والعمل المصرفي والرابطة تطمح للعمل سوياً مع حكومة إقليم كردستان لتنمية ودعم مختلف المشاريع عبر مبادرات البنك المركزي العراقي.
رووداو: قمتم بدعم مشاريع كثيرة وكبيرة في مجالات الثقافة واعادة اعمار بعض الساحات العامة، هل لنا ان نعرف حجم هذا الدعم ومساهماتكم الرائدة في هذا المجال؟
وديع الحنضل: في 2017 بادر البنك المركزي برعايته ورابطة المصارف الخاصة العراقية وبتبرعات مستمرة من المصارف الخاصة والشركات الساندة بتاسيس صندوق المبادرات المجتمعية (تمكين) والذي حقق خلال السنوات (2017-2022)من تحقيق الهدف المجتمعي للقطاع المصرفي وتولى تاهيل المشاريع الثقافية والجمالية لبغداد وبعض المحافظات وقدم الدعم الانساني للمواطنين في شتى المجالات ودع بعض المجالات المجتمعية في بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية ومازال صندوق تمكين يزاول نشاطة وفقا للسياقات المعتمدة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً