في لحظة تلتقي فيها مسارات القدر بين الممكن والمجهول، وبين الطموحات السياسية والمشكلات المتراكمة، برز صوت نيچيرڤان بارزاني رئيس إقليم كوردستان - في كلمته اليوم بمناسبة مرور 55 عاماً على اتفاقية 11 اذار - كنداء يتجاوز حدود السياسة التقليدية ليتحول إلى موقف رئيسي يرسم ملامح المرحلة القادمة. دعوته الموجهة للقوى السياسية الكوردية والعراقية لتعزيز الفدرالية والدفع نحو التعايش السلمي لا تقتصر على كونها بياناً دبلوماسياً، بل تحمل في طياتها مطالبة بقراءة معمقة للواقع. النظام الفيدرالي الذي يقوم عليه دستور العراق لعام 2005 ليس مجرد إطار سياسي، بل هو عقد اجتماعي يهدف إلى صيانة التنوع وضمان الحقوق الدستورية لجميع المكونات.