صناعة الكراهية وإعادة إنتاج الخطاب الطائفي.. التواصل الاجتماعي أنموذجاً
تُشكِّل منصّات التَّواصل الاجتماعيّ واحدةً مِنْ أهمّ أدوات إدارة الصِّراع الطَّائفي بين (السُّنّة، والشَّيعة) إذ تُوظّف هذه المنصِّات كوقود لإذكاء وإشعال نار الفتنة الطَّائفيَّة، وأصبحت هذه المنصِّات بؤرة الصِّراع السُّنّيّ الشِّيعيّ، وكانت هذه الصِّراعات موجودة ضمن نطاق ضيّق بين العلماء من الفريقين، وفي كتبهم، والطَّائفيَّة مرتبطة بالمُعْتقد الدِّينيّ، وهي صورة تعكسُ الموروث الدِّينيّ لدى الفريقين، ومدى ارتباطهما بالاتّباع، والتَّقليد، وقد ارتبطت الطَّائفيَّة بالتَّعصُّب، والغُلو، والتَّمسُّك بفكرة مذهبيَّة يؤدّي إلى الاستخفاف بآراء، ومعتقدات الآخرين، ومحاربتها، والصِّراع ضدّها، وضدّ مَنْ يحملون تلك الأفكار، ومِنْ هذا تجد أنَّ الطَّائفيَّة عاطفة انفعاليَّة تستثمر العاطفة، وتوظِّف ذاكرة الموروث الدِّينيّ، وتخاطب جماهيرهم لإيقاظ انفعالاتهم الرَّاكدة الكامنة في غياهب الذَّاكرة.